دكتور ميدو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دكتور ميدو

كل ماتبحث عنه من خدمات ومعلومات ..غرائب ..فنون ..تعارف .. وظائف
 
الرئيسيةمجلة المنتدىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صـانع القوالب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
gigi
«.¸¸.•°°مشرف قسم·.¸.•°®»
«.¸¸.•°°مشرف قسم·.¸.•°®»
gigi


انثى

عدد الرسائل : 10739

تاريخ التسجيل : 13/08/2008


صـانع القوالب Empty
مُساهمةموضوع: صـانع القوالب   صـانع القوالب Emptyالجمعة نوفمبر 20, 2009 7:35 pm

صانع القوالب




صـانع القوالب Domain-87c783f7c3




قصة من الادب التركي
الاستاذ
جنيد السعاوي

ترجمة
اورخان محمد علي





كان متخصصاً في صنع القوالب في ورشته حسب الطلبات التي كانت
ترد إليه من المعامل المجاورة له .. كان في هذا العمل منذ أكثر من خمسة
عشر عاماً، ومع ذلك لم يكن يستطيع الخلاص من بعض الأخطاء ، فكان يحاول
دوماً تلافيها.

قال
مرة :

-لا
يمكن أن تكون هذه الأعمال دون أي قصور أو نقص، فالقالب ليس من صنع الله
تعالى.

عندما
قال : (من صنع الله) تذكر ما قالته له أمه قبل وفاتها .

-لا
تنس انك عبد الله ، لذا لا تترك عبادتك أبداً .. العبودية هي التي تليق
بالعبد.

لم
يكن هناك مانع أمامه لكى يقوم بوظائف العبودية، ولكن لم يكن ذهنه قادراً
على استيعاب وجود قدرة كلية تحكم هذا الكون، ولم يستفد من الكتب التي قرأها
في هذا الموضوع ، وعندما ضجر نحى جميع هذه الكتب جانباً وقال :

-الأفضل
ألا أفكر .. مثل هذه الأمور الدقيقة قد تخل بالعقل.


صـانع القوالب N1a2p8




بينما كان الرجل يجدد في ذهنه هذه الذكريات كان يجرب في
الوقت نفسه القالب الأخير الذى صنعه. ولكنه على الرغم من كل محاولاته
فالقالب لم يكن ناجحاً، إذ لم يستطع اخراج مادة (البولستر) التي صبها في
القالب، فالظاهر ان زوايا القالب لم تكن بالاستدارة المطلوبة.

بعد
أن عمل قليلاً قال وهو يحدث نفسه :

-يكفى
هذا لهذا اليوم ... يجب علىّ ألا أدع من في البيت ينتظرون أكثر.

عندما
نطق بالكلمات الأخيرة أحس بالدفء يسري إلى داخله، إذ رزقوا قبل عشرة أيام
بطفل، فأصبح مجموع العائلة ثلاثة أشخاص لذا كان بإمكانه أن يقول : " يجب
ألا أدع من في البيت ينتظرون " .


صـانع القوالب 60e956632d




بعد أن أغلق ورشته توجه إلى البيت فرأى أن
الاستعدادات قد أُتخذت لغسل الطفل

صحيح كيف نسي هذا ؟

عندما
وضع هو وزوجته الطفل في حوض الحمام استغرق في الخيال دون ارادته
ذهب به الخاطر إلى عمله في ذلك اليوم .. إلى
القالب الذى بذل جهده لصنعه.. هنا بدأ يتفحص جسم طفله ويقلبه بين يديه..
كان يدقق جسم ابنه من زاوية مهنته كصانع قوالب. على الرغم من كونه صانع
قوالب طوال كل هذه السنين فإنه لم يكن يستطيع عمل حتى الأشكال البسيطة
للقوالب دون أن يرى بعض العيوب الصغيرة، فمن الذى صنع قالب هذا الجسم اللدن
الموجود بين ذراعيه الآن؟ ومن الذى أعطى الحياة لهذه الخلايا التي تملأ
هذا القالب؟
جسم يتنفس ويتحرك
ومزين بصور عديدة من الجمال والذى يكبر كل يوم بنفس الكمال.. من كان
يستطيع خلق هذا الجسم سوى تلك القدرة التي لم يكن يستطيع الإيمان بها من
قبل؟

عندما
نهض من مكانه فرحاً كطفل صغير سألته زوجته :

-ماذا
تريد ؟ عما تفتش ؟

قال
الرجل وهو يلقي نظرة أخرى على طفله :

أفتش
عن صانع قوالب ... فتشت عنه لسنوات طويلة ولكنى وجدته الآن.


صـانع القوالب 1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صـانع القوالب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دكتور ميدو :: ۩ ۩ القسم الأدبي ۩ ۩ :: القصه القصيرة-
انتقل الى: