في المدينه المطله على النهر الكبير ذات المساحات الزراعيه الواسعه . حيث الطبيعه الغناء وتعانق الاغصان وتمايل الازهار المترنحه وتغاريد الطيور الجميله حيث يبعث في النفس الراحه والطمئنينه وتفائل بيوم جميل . كان هناك بيت كبير تسكنه فتاة في مقتبل العمر مع والدها واخوتها الاثنين . كان الفتاه جميله وتتتمتع بالحيويه والنشاط وكانت تستيقظ باكره كل صباح وتخرج الى حديقه المنزل الكبيره كانت حالمه وذات خيال واسع وتعشق الرسم تاخذ الورق والاقلام وتقوم برسم كل مايطرء بمخيلتها.
وفي احد الايام حيث كانت مسترسله لافكارها اذا سمعت (عزف ناي) شد مسامعها فاخذها الفضول الى معرفت ذالك الصوت فخرجت باحثه عن مصدر الصوت فاخذت تسير بخطى واثقه متزنه حتى وصلت الى شجره كثيه الاغصان متدليه الاوراق يجلس تحتها شاب جميل قد وضع قبعته فوق عينيه واخذ يعزف بتامل مبتعدا عن كل ما حوله من اشياء اقتربت منه دون ان يشعر وبعد برهه من الوقت توقف العازف ورفع قبعته من عينيه فاصابته الدهشه من وجود فتاه جميله رشيقه القوام وذات شعرا اسود مسدول على كتفيها
وقبل ان يتفوه بكلمه بادرة هي الى الكلام لقد سمعت عزف نايك وتملكني الفضول الى اقتحام عالمك ومعرفت من العازف
فتبسم لها قائلا
__ اهلا بكي سيدتي الجميله
فقالت
__اني اسكن بالقرب من هذه الاشجار (هناك فاشارة بيدها الى الجهه التي يقع بها مسكنها)
فقال لها _ سررت بمعرفتكي اني ادعى (احمد) وانتي......؟؟
فتبسمت برفق وقالت انا ادعى (غـــــــــــــرام)
فقال اني اسكن بعيدا لكن سحر وجمال المكان يجبرني على المجئ الى هنا كلما رغبت ان اكون بمفردي
فتبسم وقال ان عزف الناي ليس مهنتي ايتها الجميله فلي مهنه اخرى
فلم تتفوه بكلمه اخرى لانها رغبت بالانصراف فودعته بابتسامه تعلو شفتيها وذهبت وتوارت خلف الاشجار
ودعها احمد بعينيه ثم نهض وذهب في الاتجاه الاخر
وفي اليوم التالي سمعت غرام عازف الناي يترنم باالحانه وويبث سحر ها على ارجاء المكان الاانها لم تخرج لرؤيته ربما كانت تخشى نفسها لانها احست بحفيف اجنحه رقيقه ترفف بين اضلعها الملتهبه لذلك العازف المجهول وهكذا مرت الايام وعازف الناي يحرص على الحضور كل يوم ليبث تغاريد الحانه الرقيقه ويطمع برؤية تلك الفتاة مجددا لكنها لم تظهر وهكذا لم يراها مجددا وفي صباح احد الايام سمعت غرام عزف ناي قريب فخرجت من الشرفه فذهلت بصاحب الناي امام مسكنها فصدرت منه حركه خفيفه فهمت منها انه يرغب ان تتبعه
فخرجت غرام متجهه نحوه حيث كان قد استقر به المسير بجانب تلك الشجره التي شهدت لقائهم الاول فترك الناي وجلس وقال لها اقتربي واجلسي امتثلت له دون ابداء اي معارضه له
فقال _انتظرتكي كثيرا لما لم تاتي
فقالت _ كنت استرق السمع من بعيد
_ولما لم تحاولي ان تقتربي
فتبسمت ولم تجب عن سؤاله
وتكرر اللقاء وسارت الايام والاشهر حتى انقطع صاحب الناي عن الحضور لعده ايام فاخذت تكثر الاسئله على ذلك الشاب الذي خفق له فؤادها فعلمت ان فتاه اخرى استحوذت قلبه فاحست بالياس والم لما اصاب فؤادها المحطم .
ولم ينقضي الاسبوع حتى عاد صاحب الناي وتكرر اللقاء لكنها لم تخبره بشي ما حيث انها وطيلت تلك الاشهر لم تشك بفتاه اخرى تشاطرها قلب حبيبها
فما اتعس المرأه التي تعشق شاب وتجعله رفيقا خليلا لنفسهاوتضع بين كفيه ثمار اتعابها وتكشف له خلجات نفسها ثم تنتبه فجاءه الى ان صرحها كان وهما وامالها من وحي الخيال فتجد حبيبها قد وهب فؤاده الى امرأه اخرى تتمتع بخلجاته وتسعد بسرائر محبته.
ومااتعس المرأه التي تستيقظ من غفله احلامها لتجد نفسها مع شخصا لايستطيع ان يلامس فؤادها بشعله الحب والهيام.
هذه الافكار وغيرها كانت تجول بمخيلت غرام عندما تجد احمد يسامرها ويصفها باروع الكلمات لكن غرام كانت تكتم ماعلمت عن حبيبها ولم تتقصد ان تجرح كبريائه
وفي احد الايام انتفضت غرام ثائره على نفسها ترفض واقعها الذي وضعها به القدر فوقفت امام الافكار المتضاربه والخواطر المتسابقه التي اجهدت تفكيرها فقررت ان يكون قلبها مثوا غرامها الاخير وان تحتفظ بذكرى جميله لاتفارق مخيلتها .
فقرررت الرحيل دون ان تودع حبيبها عازف الناي فذهبت الى حيث المجهول.