دكتور ميدو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دكتور ميدو

كل ماتبحث عنه من خدمات ومعلومات ..غرائب ..فنون ..تعارف .. وظائف
 
الرئيسيةمجلة المنتدىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 (( المقامـــ رة ))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
gigi
«.¸¸.•°°مشرف قسم·.¸.•°®»
«.¸¸.•°°مشرف قسم·.¸.•°®»
gigi


انثى

عدد الرسائل : 10739

تاريخ التسجيل : 13/08/2008


(( المقامـــ رة )) Empty
مُساهمةموضوع: (( المقامـــ رة ))   (( المقامـــ رة )) Emptyالسبت نوفمبر 21, 2009 1:44 pm

صعدَ مئةَ درجة وهوَ يلهث ولا زالَ
أمامهُ خمسونَ خطوة أخرى ليصعد
.. تمنى لو انهُ يملك جناحين يحلق بهما ليصلَ السطح بسرعة. لهفتهُ
كانت واضحة وضوحَ الشمس..أخيراً بعدَ مشقة تخللها تنفسهُ اللاهث وصل.


وقفَ على حافة السطح ينظرْ للعمارة المقابلة وعلتْ وجههُ علامات إكتئاب
واضحة
"هل أستطيع قنصهُ من هنـــا ؟ العلو شاهق.." نظرَ بابتسامة شاحبة لبندقيتهِ

اللامعة التي تستعدْ لمغازلة الضحية المرتقبة .بقيَ واقفا هناكَ يراقبهُ
مراقبةَ النسرِ للضحية.

منظارهُ أظهرهُ بوضوح تام ..يجلس على الكرسي الوثير وبأحضانهِ يجلس
طفل صغير يقرأ لهُ شيئا ما ويبتسم.
تذكرَ إبنهُ الصغير الذي يقبع راقداً بالمستشفى ما بينَ الحياة والموت.


لمعتْ بخيالهُ صورتها وترددتْ باعماقهُ كلماتها الساخطة :" أقتلْ والد طفلي
وسأمنحكَ المال الوفير وأتكفل برعاية إبنكَ الى أن يشفى." تذكرَ عينيها
الغاضبتين
والممتلئتين حقدا لرجلٍ لا يعرفهُ .


فجأة رأى صورتهُ بذاكَ الاب..ضربَ رأسهُ بحافة البندقية حتى سالت دماءهُ
وغطت
وجههُ الكئيب . نظرَ لذلكَ الاب مرةً أخرى ورأهُ يحضنُ طفلهُ وهوَ يقبلهُ
بقوة وكانهُ كانَ
يعلم بدنو أجله ثم يهمس لهُ ليبتديء الطفل بالقهقهة عاليا..

أخرجَ الموبايل من جيبِ بنطاله وأستخدمَ الارقام التي أعطتها لهُ
وقالَ لها بحرارة : " سيدتي إصعدي لهنا بسرعة ، أريدكِ أن تشاهدي شيئاً
مــــا
..لا تتاخري علي.."
جاءهُ صوتها منَ الجانب الآخر : "خمسُ دقائق وأكونُ عندكَ. كنتُ أعلم أنكَ
ستحتاجني لهذا صعدتُ معظم الدرج .."
_ "يا سيدة ، أنتِ تستعدين لكل شيء " قالَ لها بمرارة واضحة .
_" إلا شيء وأحد لم أستعد لهُ ..."
_ "ما هوَ ؟ "
_"سأخبركَ لاحقاً حينَ تحينُ الفرصة الملائمة . "
_"لا تتاخري كثيرا ..أنا بانتظارك."
_"ُعد للخمسة وساكونُ عندك . "

وما ان وصلتهُ بجسمها الرشيق وخطواتها الواثقة حتى رمى السلاحَ بينَ يديها
وقالَ لها : " أطلقي الرصاص عليها معا. "
تناولت منهُ المنظار والسلاح وقالت لهُ : "حسناً. "

نظرت للعمارة المقابلة ثمَ قالت لهُ : "لا يوجد أحد بالغرفة لقد إختفيا."
_ "لو كنتُ مكانكِ يا سيدة لعدتُ لزوجي وأبني فأنتِ تملكينَ كنزاً ثمينا
وإنْ أطلقتِ الرصاصة الاولى فستصيبينَ قلبكـــــــ ."

توجهت بنظراتها اليهِ وفجأة إبتسمت وهمست لهُ : "يا سيدي أنتَ رجلٌ
طيبٌ ولكنكَ عنيد .. لقد أريتكَ زوجي وأبني في لحظة من لحظاتهما الجميلة
بدونِ علمٍ منهما حتى أعطيكَ فرصة للتفكير ..ولم اكن أعتقد ولو لثانية أني
أغامر بحياتهما لاني واثقة تماما أنكَ لن تقدم على قتل احدهما، لانَ
عاطفتكَ أقوى
من كل كنوز الدنيا ..لقد سلمتكَ روحي حينَ كذبت عليك. لقد أقنعتَ نفسكَ
أنكَ ستغدو قاتلاً ماجورا_ تنهي اولاً حياة زوجي بدمٍ بارد إستعداداً
لانهاء
حياة ذلكَ الشاب الذي دهمَ إبنكَ بسيارتهِ ولكنكَ لم تتوقع وجودَ الطفل،
هيا
معي الان لاريكَ شيئاً ."

أمسكتْ يدهُ المتشنجة وقادتهُ للجهة الاخرى من السطح وقالت لهُ : " هنا
المصعد
الذي حضرت منهُ حتى اختصرَ المسافة بالوصول اليك..هيا بنا .."
ركبَ بجانبها بسيارتها التي إنطلقت بسرعة لتسابقَ الريح .. وما ان وصلا
لمنزلٍ ما حتى ترجلت بخطوات رشيقة وقرعت على باب ذاكَ المنزل.
فتحَ لها الباب شاب لم يتجاوز التاسعة عشرَ ربيعا ، ما ان رأى الوالد حتى
أجهشَ بالبكاء الحارق ..قالَ من خلالِ دموعه:" منذُ صدمتُ إبنك وانا
أتالم..تامل يدي اليمنى لقد هشمت عظامها عقابا لي وحتى لا أقود سيارة
أخرى ما حييت..بالرغم من انني قضيت عقوبتي ولكني لن أسامح نفسي أبدا..
كنتُ مسرعا في حينها لاحضار الدواء لوالدتي التي كانت بحالة سيئة للغاية
ولم
أتوقع أن يقفزَ إبنك لمنتصف الطريق.. أخبرني سيدي ..أخبرني باللهِ عليك
كيفَ أكفر عن ذنبي ؟ هذهِ السيدة الاميرة وعدتني أن تحضركَ لي حتى أعتذرَ
منكَ .. سامحني..سامحني. "
ضمهُ الاب لصدرهِ بقوة وبحنان .. بكيا معا لساعاتٍ طوال فكليهما تشربَ
من نفسِ كأس المرار ..

إرتسمتْ في مخيلة الاب ثلاث صور _ذاكَ الطفل الذي ينعم باحضانِ والده..
وإبنهُ المسجى بالسرير وصورة ذاكَ الشاب المحطم والذي فقدَ رغبته بالحياة.

وفجاة دوى صوت إطلاق رصاص إرتجتْ لهُ جدران البيت كشاهدة على سقوط قلب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(( المقامـــ رة ))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دكتور ميدو :: ۩ ۩ القسم الأدبي ۩ ۩ :: القصه القصيرة-
انتقل الى: