الوادي الصغير
ألفونس دي لا مارتين
قلبي الذي تعب من كل شيء
حتى من الأمل
لن يزعج القدر بمبتغياته بعد اليوم
اعرني ، يا وادي حداثتي ، عزلة يوم واحد لأنتظر الموت .
....
هناك جدولان مختبئان تحت الجسور المخضوضرة
ينسابان راسمين ما يحيط بالوادي الصغير
فيمتزج إلى حين موجهما وخريرهما ،
و يضيعان دون اسم
غير بعيدين عن ينبوعهما .
....
هكذا جدول أيام جرى
مضى دونما ضجة
ودون اسم
ولا عودة
لكن أمواجه الصافية
ونفسي المعتكرة
لن يرسم فيها ائتلاق يوم جميل .
....
من هنا
من خلال غمامة
أرى الحياة تتلاشى من أجلي في ظل الماضي
وما بقى إلا الحب
كلوحة كبيرة تنهد وحدها عند اليقظة من حلم قد امحى .
....
أيامك
المظلمة والقصيرة كأيام خريفية
تنحني كظل على سفوح التلال
فالصداقة تخونك
وتتخلى عنك الشفقة
وتسلك وحدك طريق القبور .
...
ولكن الطبيعة هاهنا تدعوك وتُحبك
غص في أحضانها التي تفتحها لك دائما
وعندما يتغير كل شيء لديك
تبقى الطبيعة هي هي
والشمس ذاتها
تُشرق على أيامك .
المرجع : سليم مكرزل ، الشعر
العالمي ، بيروت ، مؤسسة عز الدين ، ط1 ، 1981 .
لكم كل الود