الحملة العالمية لنصرة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم
--------------------
الموضوع: * كم نفتقد هذا الدفء..*
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
كم كانت الحياة دافئة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. كم كانت دافئة..
أما الآن فقد تطاول البنيان.. وتباعد الناس.. وكلّ يقول اللهم نفسي.. ولعلي أول هؤلاء..
بينما كنت أتأمل حالي وحال أمتي.. والمجتمع من حولي..
تذكرت حادثة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك.. عندما أمر الله عز وجل أن يعتزلهم الناس .. حتى ضاقت
عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم.. إلى أن نزلت الآيات من سورة التوبة تبشر بتوبة الله عز
وجل على هؤلاء الثلاثة .. وتعلن الفرج.. فتسابق الصحابة لإيصال هذه البشرى لأولئك الثلاثة.. فاعتلى
أحدهم مكاناً وبشّرهم بأعلى صوته.. وامتطى آخر فرسه وركض به ليوصل الخبر.. وتلقى الناسُ كعب بن
مالك يهنئونه بالتوبة يقولون ليهنك توبة الله عليك .. حتى دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم
جالس حوله الناس وجهه كالبدر من السرور ، فقام إلى كعب طلحة بن أبي طلحة فحياه وهنأه ، فكان كعب
لا ينساها لطلحة ..
لا يخفى على قارئ هذه القصة الدفء الذي تحمله بين طياتها.. الدفء الذي حملته قلوب الصحابة لبعضهم
البعض.. دفءٌ وحميمية .. يفرح أحدهم لفرح الآخر ويحزن لحزنه..
يا الله كم كانت الحياة دافئة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. كم كانت دافئة..
أما الآن فقد تطاول البنيان.. وتباعد الناس.. وكلّ يقول اللهم نفسي.. ولعلي أول هؤلاء..
إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.. أصبح كلّ منا غنماً قاصية..
كلّ منا يعيش بدنيا خاصة به .. وعالم منعزل ..
والأدهى من ذلك أننا ما عدنا نفرق بين الأخوة في الله وبين أخوة المصالح..
أصبحنا نُلبس كل الصداقات هذا اللباس.. اختلطت علينا الموازين حتى لم نعد نعطِى الأخوة في الله معناوحقها من الدفءئ والصدق.