الموضوع: جمعة مباركة
اليوم قبل أن تجلس مع الأصدقاء و الرفاق
اسأل نفسك هذا السؤال
أين أنت من حادثة الإفك ؟؟ كيف تفهمها ؟؟
و ما هي الرسائل التي وصلتك منها ؟؟ و كيف تحيى بفهمها سنن كريمة ؟؟
حسنا.. نحكى باختصار أولا حادثة الإفك
السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها و أرضاها
تبتعد عن الجيش لتقضى حاجة لها
يتحرك الجيش و يتركها نظرا لخفة وزنها و كانت صغيرة السن وقتها
فلا يدركون أنها ليست بهودجها و يتحركون
فتخرج على الطريق و تجلس لعل الله ييسر لها الأمر و العودة
يمر صحابي رضي الله عنهم أجمعين فيراها فيعرفها فيقف لها
و ينيخ لها الجمل فتركب بغير أن تنطق
و يشد الراحلة ماشيا بها إلى المدينة
و يوصلها إلى بيت رسول الله "صلى الله عليه و سلم "
و بعد أن تصل تمرض رضي الله عنها و لا تدرى ما حدث
يخوض المنافقون في عرضها و يتهموها لا جزاهم الله خيرا أبدا بالأباطيل
و عندما تعلم بما قيل عنها و كانت تمرض في بيت أبيها
تقاسى السيدة عائشة و أهلها و قبلهم رسول الله "صلى الله عليه و سلم "
تقاسى مرارة ما قيل فيها و هي حبيبة رسول الله "صلى الله عليه و سلم "
و ابنة الصديق الطاهرة المحصنة الشريفة الحرة
هي تبكى بلا انقطاع و الرسول "صلى الله عليه و سلم "حزين
و سيدنا أبو بكر رضي الله عنه حزين و غاضب
حتى أنه أقسم أن يحرم الفقير الذي خاض في سيرة ابنته من مال كان يعطيه إياه
...
اللغو استمر أكثر من عشرين يوم يتعذب به أطهر من مشوا على هذه الأرض
رسول الله "صلى الله عليه و سلم " و زوجه و صديق الأمة و كل المؤمنين
حتى ينزل الله قرآنا يبرئها به من فوق سبع سماوات
و يرسل للمؤمنين رسائل عديدة و قواعد عديدة
لفهم الآخر و للتعامل مع مثل هذا الموقف الصعب
تعالوا نبحر في القرآن و السنة لنتعلم
إذا ما ذكر أحدهم أمامك أخ أو أخت بسوء أو خاض في عرض
تذكر قصة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و المرسوم الإلهي الذي نزل بفضلها
الرسالة و القاعدة الأولى...
قوله تعالى
"إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير
لكل امرئ ما اكتسب من الإثم و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم"
لا تثق بمن يخوض في الأعراض و السير فإنه منافق
و لا تهتم و تغتم لما يقول فإنما إثمه عليه و له عذاب عظيم
و الله يدافع عن عباده و يدفع الشر عنهم و هو خير أن كشف الله لك حقيقة هذا المنافق
الرسالة و القاعدة الثانية...
قوله تعالى
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيرا و قالوا هذا إفك مبين "
المؤمنين كالنفس الواحدة فاسأل نفسك لو كنت أنا في هذا الموقف أكنت أفعل سوءا
و تأكد انك بإيمانك بخير و ما كنت لتفعل شيئا مشينا في مثل هذا الموقف
و الذي ينفث بالسوء و يوسوس به شيطان في صورة إنسي
فادفع عن أخاك أو أختك السوء و قل مثل ما أمرك الله
هذا إفك مبين
الرسالة و القاعدة الثالثة....
قوله تعالى
"لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بأربعة شهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون "
لا تأخذ الأخبار بغير تثبت و لا تصدق مثل هذه الأقوال
إلا بدليل يرضاه الله و هو أربعة شهداء شهدوا على وقوع الفاحشة أو السوء
و قد وضع الله هذا الشرط لحرمة الإنسان و لضمان ضبط النفس و ضبط الألسنة
التي تنطق بالسوء فتخرب البيوت و تكدر النفوس بغير توخي لعظم العواقب
الرسالة و القاعدة الرابعة....
قوله تعالى
"و لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم"
و هذا نهى واضح
لا تلغو في عرض أو تخوض في سيرة إنسان
فدم المسلم و نفسه و عرضه حرام
و حتى غير المسلم ما أدراك لو أسلم في يوم و تعلق حقه برقبتك و قد افتريت عليه
و ماذا لو فعلت هذا بغير مسلم كان يفكر بالإسلام فنفرته من الدين
و قال انظر هؤلاء المسلمين يخوضون في الأعراض بغير تثبت و يؤذون الناس بألسنتهم
فما يكون لمسلم مؤمن يتقى الله أن يخوض في سيرة إنسان على السماع هكذا
الرسالة و القاعدة الخامسة...
النداء العظيم المهيب الجليل
قوله تعالى
"يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان و من يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء و المنكر و لولا فضل الله عليكم و رحمته ما زكى منكم من أحد أبدا و لكن الله يزكى من يشاء و الله سميع عليم"
هذه الأفعال لا تكون إلا من الشيطان فهي فحشاء و منكر
و الله يريدكم ناصعي البياض طاهري القلوب كريمي الأنفس و أنقياء الروح
لا تشوبكم شوائب الجهل و البغضاء و الفجور
لتعودوا إلى الوطن حيث الأمن و الأمان و رضا الرحمن
الرسالة و القاعدة السادسة...
قوله تعالى
"و لا يأتل أولوا الفضل منكم و السعة أن يؤتوا أولى القربى و المساكين و المهاجرين في سبيل الله و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم و الله غفور رحيم "
لا حول و لا قوة إلا بالله
لا تغضب يا أبا بكر لابنتك فتمنع رزق الله من ماله الذي في يدك عن فقير
فقير خاض في عرض ابنتي يا رب
نعم يا أبا بكر فقير خاض في عرض ابنتك لا تمنع عنه رزق الله الذي عندك له
المال ليس مالك فلا تمن به و تمنعه إذا أوذيت هو لله
و الله يطعم الكافر و الفاجر و العاصي و الضال
لأنه رب العالمين مسئول عنا جميعا إلى يوم الدين
الحمد لله أنه الله الواحد الأحد الذي إذا غضب غفر ورحم و لم يحرمنا أقواتنا
و الحمد لله أن أقواتنا بيده وحده تصلنا على أية حال
لا نجوع و نحن في كنف الله أبدا
حتى المنافق يأمر الله المؤمن بالعفو عنه لعله بعفو أخيه يعود لله
و يزكينا بأن يمنعنا من عصبية النفس و سطوة المال
و يعلمنا أنه الله الواحد الأحد يدافع عنا و لا تضيع عنده الحقوق أبدا صغيرها و كبيرها
فلا بد أن نثق في عدله و حكمته و رحمته
* أسأل الله الحليم الستار
أن يرزقك قلبا ينكر المنكر و لا يقبل أن تشوبه شوائب الفحش
و أن يرزقك أذنا لا تسمع إلا كل كريم و طيب من الكلام
و أن يكرمك بالطهر و العفاف
و أن يحجبك عن مجالس البهتان التي تهان فيها الأعراض
و تفجر فيها الألسنة و تقسو فيها القلوب
..................................