أبو معاذ «.¸¸.•°°عضو نشيط·.¸.•°®»
عدد الرسائل : 198
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
| موضوع: يا فاتنة لبنان لا لا فعلى صدرك رأيت الصليب الثلاثاء أغسطس 03, 2010 5:50 pm | |
| ( زياد شاب سعودي ، لما يتجاوز السابعة عشرة من عمره ، كان ذلك عام 1415هـ ، صاحب عينين واسعتان ، حاد النظرة ، قد أرتسم على شاربه خط خفيف من الشعر، مشاكس ، مرواغ ) طائرة الخطوط السعودية ، تصل بيروت ، ينزل هو ورفيق دربه سعد ، الشاب الطيب الوديع ، في مغامره محفوفه بالمخاطر في بلد كله فتن ! بعد مرور أيام قليلة ... فتن قلب زياد باللبنانيات ، سافر في مراكب الغرام ، وحجز أول طائرة في خطوط العشاق ، ينظر هناك لتلك الفتاة ، ويحدق بتلك المرأة الرائعة ، يلاحق تلك المراهقة بنظراته الساخنة ! إلا أنه لم يفتن كما فتن بتلك المراهقة الساحرة ... التي كانت تسكن جوار الفندق ! قال له رفيقه سعد مرة : يا زياد بلاش لكاعة ومشاكسة ، كل بنت تريدها ، أنت تذكرني (بجيمس بوند ) الذي لا تستطيع المخابرات الروسية أن تتصيده إلا عن طريق الفاتنات الجميلات ، ثم يخرج من المأزق بأسطورة مهندس وبروفسور وزارة الدفاع الأمريكية! وفي مرة وذلك يوم الأحد ، خرج زياد وسعد من الفندق إلى نزه في الأحياء ... وفي الطريق وعن طريق المصادفة مرت تلك الفتاة المراهقة في قبالة الطريق ! تسمرت عيون زياد بها ... هام وذاب في شوقه ، فتن وهو يرى قوامها الممشوق ، ورشقتها المتناهية في الروعة ، والمني جب التي لبسته ، خصرها البديع ، وشعرها المنسدل المسترسل خلفها ، وعينها الناعسة ، وبيضاها الذي هو الشمس ، كانت فعلا كبيرق الذهب ، بل كمركبة أسطورية مليئة بالعطور الفائحة ! فينكس زياد الطريق ويلاحقها ، في حركة لا شعورية ، وقد أخذت منه الفتنها كل ما أخذت ! تحس الفتاة به يلاحقها ، فيروق لها ذلك ، فتسرع في خطاها ، فيسرع خلفها ، تضحك وتتغنج ، وتتمايل في مشيتها وتقذف بشعرها خلفها ، وتدعب خصلات شعرها الذي على جبينها ! يغيب زياد في سكرته ... وينطلق بجنون ، حتى لقد خلي لرفيقه أنه مارد أو عفريت مزمجر هائج يريد أن يقبض على الفتاة ويخسف بها ونفسه الأرض في الأرض السفلى حيث عالم العفاريت ! وفي غياب زياد في جنونه ، وهو مسرع ... يرتطم بجسم صغير ! فيلقيه بعيدا وسط الطريق ! يفيق زياد من سكرته ، ويقف ، وتقف الفتاة المراهقة من بعيد ترمق الموقف ، وقد لفت انتباها توقف الشاب السعودي المراهق . يلتفت زياد للجسم الذي أرتطم به ، فإذا هي طفلة صغيرة ممزقة الثياب كان في يدها قطعة من الخبز وقد سقطت في الجانب الآخر من الطريق . يسرع زياد نحوها ، فتلملم ثوبها المرقع لتستر ساقيها ببقايا ثويها المرقع ، فيقف زياد ، تاركا لها فرصة في ستر نفسها وهو متعجب ، ثم تقوم الطفلة بالبحث عن قطعة الخبز التي سقطت منها ! في ذلك الوقت ، تقترب الفتاة المراهقة متظاهرة بتقديم مساعدة متسائلة : يا حبيبتي ... عما تبحثين ؟ فترد عليها الطفلة : خبزتي . الفتاة : خبزتك ( وتضحك ) ! عندها تحس الطفلة بالخجل فيحمر وجها . يتقدم زياد ، متسائلا عما تبحث عنه الطفلة ؟ فتنظر له الفتاة متبسمة وتقول : تبحث عن خبزتها التي سقطت على الأرض ( وتضحك ) ! زياد : أين وقع قطعت الخبز ؟ الفتاة : إنها هناك قرب سلة المهملات ... هناك . الطفلة تسر بذلك ، وتركض مسرعة نحو القمامة تلتقط قطعة الخبز! زياد يطلب من الطفلة أن ترمي الخبزة في سلة المهملات ، ويخرج من جيبه عشر دولارات ويقدمها للطفلة ، ولكن الطفلة ترفض ، وتمسك بقطعة الخبز ، وهو يصر عليها ، وهي تصر بالرفض ! عندها تتدخل الفتاة قائلة : دعها يا خليجي وكيفها ، فهؤلاء قذرين . ثم تنحني كي تربط حذائها ، فيندفع من بين صدرها قلادة فيها صليب ! فيشاهده زياد ، فيتعجب ، ويسألها هل أنت نصرنية ؟ الفتاة : هذا ربنا يسوع ، صلب لأجلنا وعلق على صليب العار ، وحمل خطايانا ، يسوع هو نور العالم ، هو نهر الحياة ، وهو الطريق . زياد : المصلوب هو ربكم ؟ إذن أنت نصرانية ؟ الفتاة ( وهي تضحك ساخرة ) : أنا مسيحية ، وربنا المخلص الفادي يسوع له المجد ، صلب بإرادته لأنه أحبنا ، لأن الله محبة فهكذا بذلك ابنه الحبيب الوحيد يسوع . وأنا الآن ذاهبة للكنيسة ... تعال معي لترى الرب ملق على الصليب من أجلنا . زياد : أيتها الفاتنة ... لالا...... فعلى صدرك رأيت الصليب ! الفتاة ( بغضب ) : أنت كنت تلاحقني ؟!! زياد : نعم ... لأني أحمق وعاصي ، ولكن الصليب الذي على صدرك ، الذي تسمينه صليب العار ، كشفي لي العار الذي كنت أفعله بسفاهتي ، أرحلي عني ، معاذ الله أن ألحقك أنت وربك المعلق على صليب العار ! الفتاة تجري مبتعدة باكية ، وزياد يدير ظهره متجها نحو رفيقه ، لكن الطفلة الصغيرة تصيح خلفه : يا عمو .. عمو . يتوقف زياد ... وينحني لها ، وهو يبتسم تبس النادم المحتقر لنفسه ويقول لها : نعم ... يا أختي . الطفلة : عمو ... أنتم من السعودية ؟ زياد ( يتبسم ) : نعم ..... ولما السؤال ؟ الطفلة : عندكم مكة والمدينة .. الله يا حظكم ! زياد ( يحس باحتقار الذات وتقريع الضمير ) : نعم عندنا مكة والمدينة . الطفلة : يا عمو ... ممكن تأخذني معك لها . زياد : أبشري ... على فكرة أنت وين ساكنه ؟ الطفلة : مخيم برج البراجنة ... هو هناك ، هل تأتي عندنا تقابل والدي ؟ زياد ( يشاور رفيقه سعد ) : إذا وافق صديقي . سعد : والله في هذه لا أمانع ، فهي جزء من مغامرة مأمونة ، وليس مثل صاحبتك صاحبة صليب العار ! يتوجه زياد ورفيقه سعد مع الطفلة ، نحو مخيم برج البراجنة ، والطفلة فرحة ، وتتكلم هنا وهناك قائلة : عمو عمو ... إلخ . ويصلون إلى مخيم برج البراجنة ! يذهل زياد ، ويصدم سعد ، من منظر المخيم ! البيوت مهدمه ، المجاري تجري في الأزقة ، الزبائل في نواحي الطرق مبعثرة ، البيوت مدمرة ، وبعضها مغطى بالقماش ، وبعضها مرقع بالأخشاب ، وقطع المعدن ! الأطفال شبه عراة . النساء في حالة رثى لها ! الطفلة مسرعة ، سابقة زياد وسعد ، نحو بيتها ، صارخة : بابا ، بابا ... فيه ضيوف من مكة والمدينة ! يقف زياد ورفيقه عن بيت صغير محطم الأبواب والنوافذ قد رقع بالخشب والكرتون وأغطية البلاستيك . يخرج الأب مبتسما فرحا يحيي ضيوفه من بلاد الحرمين . ويدرك الأب نظرة سعد وزياد المتعجبة من الفقر والذل الذي يعيش فيه أهل مخيم برج البراجنة . فيقول لهما : أظنكما متقززين من بيتنا ، نعم فأنتما من بلد بترولي غني . زياد : بصراحة ... نحن حزينين جدا على فقركم ، وفي نفس الوقت مبهورين بعزة أنفسكم . الأب : يا أخي نحن في مأساة ، واضطهاد كبير لا يعلمه إلا القليل . زياد : أنتم ؟ اللبنانيين ؟! الأب : نحن اللبنانين أهل السنة والجماعة . زياد : أهل السنة وجماعة ... طيب أيش دخل هذا بوضعكم الاجتماعي ؟ الأب : القصة طويلة يا بني ، أسأل عنها صبرا وشاتيلا ، اسأل عنها حزب الكتائب المسيحي ، اسأل عنها حزب أمل الباطني . أنت لا تعلم ما مر به أخوان من أهل السنة والجماعة في لبنان ، النصارى تقف معهم الدول المسيحية الأوروبية ، والشيعة تقف معهم إيران وسوريا ، أما نحن فلا أحد يقف معنا ، وقد صرنا وقود الحرب الأهلية . أنت يا بني لا تعلم ماذا حصل للفلسطنين هنا ! لو أن الجبال تتكلم لبكت وماتت كمدا . زياد : كل هذا حصل ويحصل وأنا ...! كم أحتقر نفسي ، واستصغرها ، كم أنا تائه ، ضعيف ، تافه ، كل هذا يحصل لأخوتي أبناء عقيدتي ، وأنا أجري خلف مسيحية ، لا أفكر إلا بشهوتي وجنوني ؟ الأب : يا بني للاسف الشباب الخليجي ما أكثرهم هنا ولكن ... ! زياد : ولكن يا عمي إلى متى ونحن غافلون ، إلا متى ونحن تافهون ؟؟ الأب : أسأل جدران داري وشبابيكها المخلوعة ، فسوف تجيبك ، كم يصرف الخليجيين على القمار والنوادي الليلة والسهرات الحمراء ، وعلى بنات الهوى ، وفتيات المساجات ، كم يصرفون ؟ لكن لم يكلف أحد منهم أحد يسأل عنا أو يحاول أن يعرف ! زياد : آآآه . سعد : يجب أن ننقل كل ما شاهدناه لأهلنا . زياد : نعم . الأب ( يتبسم ) : أخشى أن لا يستيقظ أهلكم إلا إذا دار الزمان عليهم كما دار علينا ، عندها لن يرحمهم أحد ، فهل سيتعظون ، هل سيستيقظون ؟
| يا فاتنة لبنان ... لالا...... فعلى صدرك رأيت الصليب ! | | |
|
biba «.¸¸.•° مراقب عام ·.¸.•°®»
عدد الرسائل : 3810
تاريخ التسجيل : 09/01/2010
| موضوع: رد: يا فاتنة لبنان لا لا فعلى صدرك رأيت الصليب الثلاثاء أغسطس 03, 2010 6:18 pm | |
| قصة رائعة وعبرة لمن يعتبر
جزاك الله خيرا اخي | |
|
أبو معاذ «.¸¸.•°°عضو نشيط·.¸.•°®»
عدد الرسائل : 198
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
| موضوع: رد: يا فاتنة لبنان لا لا فعلى صدرك رأيت الصليب الثلاثاء أغسطس 03, 2010 6:52 pm | |
| أشكر لك هذا التشجيع واسال الله أن يعلمنا ماينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا شكرا biba | |
|