مسلمة تنصرت هي نجلاء الإمام ، ونصرانية أسلمت هي وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته . حين تنظر للمشهد المصاحب لكلا الحالتين تأخذ تصور كامل عن حقيقة الصراع الذي يحدث في مصر الآن .
النوعية :
تمثل نجلاء الإمام وكامليا شحاته نموذجاً صحيحاً للنوعية التي تُسلم والنوعية التي تكفر .
نجلاء الإمام لم تكن تُعرف بحسن خلق بل عُرفت بالكذب ، وحب الإثارة ، ثم اتهموها هم ـ وليس أنا ـ بالعهر والفجور والكذب والسرقة والاحتيال من أجل الحصول على المال وما هو أشد من ذلك .. وقدموا أدلة وشهروا بها في قنواتهم .. هم هم من فضحوها ولست أنا .
وليست نجلاء الإمام وحدها بل كل من يتنصر ؛ لا يكون من أهل العلم ولا من ممن حسن خلقه ، لا قبل الكفر ولا بعده ، ومن يتتبع حديثهم في غرف البالتوك يسمع كيف شكايتهم من المتنصرين ، وسل عن ( الرب راعيا ) يأتيك تفصيل .
وعلى العكس من ذلك تماماً مَن أسلمن ؛ وفاء قسطنطين وكامليا شحاته ومريم عبد الله وغيرهن عُرفن بحسن الخلق ، والنشأة في بيوت متدينة بل بيوتٍ له وصف ( القداسة ) في عين عباد الصليب .فهن زوجات لرهبان ، أو قريبات لأساقفة وقسس ورهبان وقيادات كنسية . فيصلح أن يقال أن من عرف دينهم حقيقة وسلمت نفسه من الأمراض خرج من بينهم وجاء إلينا .
وجملة : شرارٌ من عندنا يذهبون إليهم ، وخيارهم يأتون إلينا .
العامل الروحي والعامل المادي
لم ترحل نجلاء الإمام بعد شكٍ في الدين ، لم تكن متدينة تبحث عن طريق تسير فيه لربها ، فجاءت الإسلام فلم تجد الطريق فرحلت للنصرانية فوجدت الطريق ، أبداً . لم يكن هذا حال نجلاء ولا حالِ أحدٍ ممن كفرن بالله . وإنما جلبة وصياح وكذب ، وسب وشتم للحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه والشريعة والقائمين بها ، فقط بين النصارى وللنصارى وبالكذب ، ثم انصرفت بعد ذلك للنصب والسرقة والدعارة ـ على حد قولهم هم بأدلتهم هم ـ . وكذا غيرها ، حتى أولئك الذين اشتغلوا في القنوات التنصيرية يتكلمون من وراء حجاب كالنساء وبالكذب ولا يدخلون في حوارٍ مباشر ، وكلهم ممن لا خلاق لهم . والطيب فيهم يعود للإسلام بعد أن يبصر الحقيقة ، ونعرف قصصاً كثيرة من هذا القبيل . والثابت في كل قصة أنها قبل أن تتنصر وبعد أن تتنصر لا تتحدث بعلم ولا بعدل ولا يظهر عليها حسن خلق في تعاملها .
وعلى العكس تماماً مَن يسلمن ، فضلاً عن أنهن من خيرة المجتمع فإنهن يأتين بعد مرحلة من الدراسة والمراجعة ، تكون مرحلة من البحث عن الطريق إلى الله ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ـ والخلاص من عذابه والفوز بنعيمه ـ جعلنا الله وإياكم من أهل رضوانه ـ ، ثم يستمسكن بالإيمان حتى الموت ، وكلهن شاهدات على ذلك وأقربهن كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين ومريم عبد الله . فقد كانت كامليا ـ فك الله أسرها وربط الله على قلبها ـ تراجع المسلمين حيناً ثم أسلمت ، وكذا وفاء قسطنطين ؛ ثم ويظهر عليهن جميعاً حسن الخلق .
فأين الصدق ؟؟
وأين القوة الروحية الداعمة ؟؟
إنها في الإسلام .
إنهن ما استمسكن بغير الجميل ، وما هانت العذابات إلا لأنها اتصلت برب الأرض والسموات ، وجدت الروح اللذة فهان عليها إيلام البدن .
إرهاب الكنيسة وسماحة الإسلام
حين تسلم إمرأة تتعاون الدولة والكنيسة على اعتقالها وتعذيبها حتى الموت ،كما حدث مع كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين ، والعجيب أن الكنيسة تفعل ذلك وهي تدعي السماحة والمحبة .
إنها كاذبة . وإنها خسيسة مجرمة بلامروءة تعتقل وتعذب النساء.
وعلى العكس تماماً حالنا نحن المسلمين ، لا نتعرض لمن يتطاول على ديننا وشرع ربنا ، وقد تكلمت نجلاء الإمام وغير نجلاء الإمام وأكثرت من الكلام البذيء الرديء على سيد المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يتعرض لها أحد بسوء . ولا أقول بشرعية هذا ، ولكنني أصف حالنا الذي نحن فيه . ومع ذلك النصارى يكذبون .. يأسرون ويقتلون ويدعون أننا نحن الذي يفعلون !!
إنهم كاذبون .
تخاذل المسلمين واستئساد النصارى
وهذه من أعجب الأمور ، جبهة النصارى يقف فيها النصارى وحدهم ، والدولة تعاونهم لأنها لا تجد ضغطاً من غيرهم ، ولو وجدت لاستجابت ، والنصارى الأقباط ليسوا محل ترحيب من أحد في الداخل أو الخارج ولا يمكن أن يكونوا محل ترحيبٍ من أحد أبداً ببساطة لأن لهم حسابات خاصة ولا يعملون لصالح أحد إلا بما يحقق مصالحهم هم ، وحساباتهم الخاصة إقصائية كلها ، ويعرف هذا من يعرفهم من قريب ، فلا يمكن لأي عاقل في الداخل أو الخارج أن ينشئ علاقات صداقة مع الأقباط ، فلم نتأخر عنهم بدعوى أنهم مدعومون من ( الآخر ) ؟!
إن ( الآخ ) له مصالح خاصة به ولا يصلح لها الأقباط لطبيعتهم النفسية والفكرية . وإن ما حصل مع زكريا بطرس كشف عوار قوة الخارج والداخل وتصدع صفهم من داخله ، فقد انهار بعد قليل من المناوشة ، ولم يجد من يدعمه من قومه .. لم تستضفه قناة من قنوات إخوانه المتشددين بل أبدوا شماته ، ولم يقف بجواره صبيانه بل تُرك كالكلب الأجرب مطروداً في الطرقات .
ويُسْأل عن الحدث الملأ من الناس .. أولئك الذين لهم الصدارة في المجتمع ، فمعني بردِّ الاعتبار من نجلاء الإمام ولكامليا شحاته ووفاء قسطنطين ومريم عبد الله وغيرهن وقبل ذلك حرمات الدين التي يعتدى عليها من هؤلاء مَن تصدروا للناس ، والتاريخ يختزل عُمْرَ أحدنا في أنجازاته ، ويسأل الملأ ـ شاءوا أم أبوا ـ عن الأحداث الدائرة ماذا فعلوا فيها ؟
فلن يسأل أحد اليوم عن غزو التتار لبغداد ، ولن يسأل أحد اليوم عن دخول الحملة الفرنسية مصر ، وقد كانت أحداثاً عظاماً . فقط نسأل عما نعاصره ، سيتلو التاريخ على أحفادكم بأن قد سب نبيكم من قلة لا حول لها ولا قوة وبكل الوسائل المتاحة ولم تحركوا ساكناً فأين كنتم ؟؟ ، فقدموا أفعالاً فإن بعد الموت لا يسمع لتيك الأعذار التي تملئ ( الفضاء ) ويصدقها فقط الصغار .
خدعة حقوق الإنسان والدولة المدنية
ما حدث في أمر وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته ومريم عبد الله وغيرهن مقابلة بما حصل مع وفاء قسطنطين أثبت كذب دعاة الدولة المدنية .. دولة القانون ، فغير القانون يطبق ، أو لا يحترم القانون ، وأثبت عمالة منظمات ما يسمى بحقوق الإنسان والتي تدعي اللادينية ( العلمانية ) ، وأنها مع حرية الإنسان كإنسان بغض النظر عن توجهه وما يعتقده ، كل هؤلاء ملؤوا الفضاء بجعجعتهم حين كفر محمد حجازي ونجلاء الإمام ، وتحركوا في كل اتجاه كالحمر المستنفرة إذ فرت من قسورة ، وحين أسلمت كامليا ووفاء وأسرت وعذبت بل وقتلت و فاء ، فكأنما قطعت ألسنتهم ، وكأن الإكراه على الدين ، والحبس ، والتعذيب حتى الموت أصبح حلالاً .
إن ما يحدث مع كامليا وأخواتها الكريمات ومع ( العاهرة ) نجلاء الإمام دليل على أنه حق وباطل يتصارعان ، ولا مجال للمواربة والدغدغة ، فقط يأخذ الباطل عددا من الأشكال ،. ( حقوق الإنسان ) ( كنيسة ) .. الخ وكلهم في صف واحد وإن اختلفت أهدافهم .
والمستقبل لهذا الدين
نجلاء الإمام وأشباه نجلاء الإمام داعية تعطي انطباعاً سلبياً عن النصرانية وإيجابياً عن الإسلام ، تماما كما فعل زكريا بطرس ، فقط علينا أن نظهر للناس حالهم وهم يفهمون . مخطئ من يظن أن الكذابون يصلحون لهداية الناس .
وصمود نجلاء الإمام وإخواتها الكريمات دعوة للدين بكل المقاييس ، ولن ينفع تجبر الكنيسة ، لن تنفع العصى ، لن تزيد العصا النار إلى اشتعالاً ، تماما كما حدث مع سحرة فرعون حين آمنوا برب موسى وهارون ـ عليهما السلام ـ ، وتماماً كما حصل مع أصحاب الأخدود . إنهم الآن يدلون الناس على ديننا ، وإن كثيرين يسترخصون أرواحهم ، ويستلذون إيلام البدن كي تسعد الروح .
إنني أرقب الطريق انتظاراً لسحابة من أصحاب الغيرة والمروءة والدين يردون هؤلاء . وإنني أرقب الطريق ـ في الاتجاه المعاكس ـ انتظاراً لسحابة من الأتقياء البررة قد خرجوا من الظلمات وأقبلوا للنور . افرح بهم وأهلل لهم ، ونرحل سوياً إلى جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر . وأحسب أن قد حان الوقت ولن يطول الانتظار .