يعاني المصلون في مساجد العاصمة المصرية القاهرة - التي
يتعدى تعدادها حسب إحصاء رسمي ثلاثة آلاف مسجد - ظلاماً دامساً خلال صلاة العشاء والتراويح بسبب انقطاع التيار الكهربائي. ويقول وكيل وزارة الأوقاف المصرية الشيخ شوقي عبد اللطيف لـ" إسلام اون لاين" إن وزارة الكهرباء أخبرت وزارة الأوقاف المصرية بوجود ضغط في استخدام الطاقة، وأنه بالتالي لابد من الترشيد لحماية محطات توليد الكهرباء" .
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف المصرية أن انقطاع التيار الكهربائي لم يأتِ بالتنسيق مع وزارته، بل يتم في اوقات حددتها وزارة الكهرباء، وغالباً يكون في وقت صلاتي العشاء والتراويح .
وحول التدابير المتبعة لمواجهة الأمر، قال شوقي:" إن المساجد الكبيرة مثل النور والسيدة زينب والحسين بها مولدات كهربائية لتغطية أي انقطاع للتيار، لكن لا يمكن أن يتم ذلك في جميع المساجد، فلا يكلف الله نفسا الا وسعها".
ومع ذلك أعرب عن أمنيته ألا تتكرر سلبيات أنقطاع الكهرباء عن المساجد، متعهداً بمحاولة التنسيق مع وزراة الكهرباء لحل هذه الأزمة.
فيما صرح مصدر مسئول أن شركات الكهرباء قامت بتوزيع بيانات على المساجد تحث فيها القائمين عليها بترشيد أستخدام المكيفات والإنارة الزائدة فيها ، وهو الأمر الذي نفت وزارة الأوقاف علمه.
استياء شعبي
وعبر المصلون في مساجد القاهرة عن استيائهم من انقطاع التيار الكهربائي، حيث يؤكد محمد على لـ "إسلام اون لاين " أن أنقطاع التيار الكهربائي أجبره على عدم اكمال صلاة التراويح .
بينما أشار عدد من المصلين لـ" إسلام اون لاين " بمسجد عثمان بن عفان بمنطقة الوايلي شمال القاهرة إلى أن انقطاع الكهرباء عن المساجد تكرر بشكل مستمر ويومي أثناء صلاة العشاء والتراويح منذ ثالث أيام رمضان، وهو ما يؤدى إلى بلبلة في الصلاة، حيث تطوع كل من في المسجد برفع صوته لإسماع من بالخارج ، في حين كان البعض يسجد بعد سجود الإمام بفترة؛ لعدم سماعه ترتيب الصلاة من الإمام، واعتماد المساجد على الميكرفونات أثناء الصلاة.
أما في مسجد المنتصر - أحد مساجد الجمعية الشرعية - فقد ساهم المصلون في شراء مولدات توليد كهرباء بأموالهم الخاصة، لإبقاء الأنوار والمراوح تعمل أثناء صلاة التراويح.
بينما أكد عدد من أئمة المساجد التي أغلبها تقع في المناطق الشعبية لـ" إسلام أون لاين" أنه لا توجد امكانيات حقيقية لمواجهة أنقطاع الكهرباء، وان الأوقاف اكتفت فقط بوضع كشفات لا يمكنها اضاءة المسجد بشكل جيد.
وأضافوا أن هناك مشكلة خاصة بالصلوات الجهرية وصلاة التراويح عند انقطاع الكهرباء، حيث انه عند انقطاع الكهرباء في الصلوات العادية، يقوم أحد المصلين برفع صوته لإبلاغ من ورائه بالتكبيرات، أما في الصلاة جهرية وينبغي أن يسمع صوت الإمام عند القراءة.
يأتي ذلك في الوقت الذي قامت فيه وزارة الأوقاف بانفاق 175 ألف دولار لتطبيق الآذان الموحد في القاهرة، وهو ما ثبت فشل تعميمه مع بداية شهر رمضان، وهو التوقيت الذي أعلن وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق عن بدء تطبيق المشروع فيه.
رد الكهرباء
وحول موقف وزارة الكهرباء أعلن محمد عوض رئيس الشركة القابضة للكهرباء، في تصريحات نشرتها الصحف المصرية الخميس 19 أغسطس، أن المواطنين أمامهم خياران، الأول انقطاعالتيار بالتناوب علي المناطق خلال ساعات الذروة تخفيفا للأحمال، والثاني عدم انقطاعالكهرباء وزيادة الأحمال وانهيار الشبكة وإظلام تام لأربعة أيام مثلما حدث في واشنطن.
فيما أرجع مصدر آخر بوزارة الكهرباء في تصريحات صحفية، سبب قطع التيار في رمضان إلى
المعدلات المرتفعة لاستخدام أجهزة التكييف، التي زاد عددها في مصر بشكل ملحوظ لتصل إلي نحو3 ملايين جهاز فينهاية عام 2009، بعد أن كانت 700 ألف جهاز في عام 2006