حوار بين الروح و العين والقلب و العقل
في يوم من الايام سألت الروح العين و القلب
لماذا احببتموه؟
فأجابت عينى:. هذا القدر و اجاب القلب الحب اعمى
قالت الروح:. اى قدر و اى حب متى لقيتموه اساسا ؟
قالت العين:. تلك الحياة لنا فيها اقدار تعذبنا و نحبها و نكرهها و نهواها اعذرينى فأنا لقلب تابعة
ثم سألت الروح القلب لما احببتة و تركت العين تعشقة ماذا فيه من روح او حب او حياة فإنه لا يدرى بنا
قال القلب:. يا من لا استطيع العيش بدونك كنت فى حاجة الى احساس و لم ادرى انه الحب و انسقت وراء اشواقى إليه
دون ان ادرى و الحب يا روحى يعطى دون حساب و جزائة الوحيد هو نظرة من الاحباب
قالت الروح:. و ما زنبى قيدتمونى بقيد احببت خيطة اللامع و كرهته فى زيفة الخداع خدعت نفسى و عقلى و حلمت بما
لن اطل ابدا و توهمت الفرحة القريبة و الحقيقة انها مستحيلة و وضعتوا على عنقى عقدته فما ان حاولت الخروج منه اشتد ضيقه
ظلمتونى ظلمتونى اغرقتونى اغرقتونى
اكرهكم فقد قيدتونى و احبكم فأنتم منى و انا منكم
قال القلب:. سبق و قلت لك الحب يعطى كل شئ ولا يأخذ المقابل و سنظل نحبك
الى الموت و ان كرهتينا الى الموت
قالت العين:. انا اسفة لن اسمع كلام القلب ثانية و سوف ابعد نفسى عنة و لن انظر الى حبيبك بعد الان ابدا و الله معى
قال القلب :.لن تستطيعى يا عين فالنظر له يشع فى الروح حلاوتها و جمالها و لن تستطيعى البعد عن حبه
قالت العين :.و هى غارقة فى الدموع فى صوت متقطع متألم و ما العمل يا قلب
قال القلب:. لقد اذنبت فى حققما معا و لكن الحل ليس بيدى انما بيد العقل
فذهبت الروح متلهفة الى العقل تستعطفه و تقول له: انقذنى احببت و غرقت
و ليس لدى طوق نجاة
قال العقل:. فى جبروت ألم أكن انصحك قبل الوقوع فى الخطأ
قالت الروح نعم ولكن ......... لم تكمل حتى قال :. و لم تستمعى الى كلامى اذا اغربى عن وجهى
قال الثلاثة معا :. ارحمنا
قال العقل:. الله يرحمكم ليس لدى اى قدرة لعلاج ما فعلتوا بأنفسكم
انطفأت الروح المشعة الجميلة بعد ان شعرت بالقهر بعد الحب الذى احبته لمن لم يشعر بها و قالت ماذا فعلت!
و لجأت الى الله و قالت فى صوت يهز كل كيان
(يا رب ارحمنى اغفرلى سامحنى من فى الدنيا اضعف منى انقذنى من الغرق)
أما العين فأنهمرت في دموعها إلا أن ليس كل الدمع يخرج خارج الجفن فمن الدموع لا تري و إنما تنهمر ككوباً مسكوب
لا تراه الأعين ولا تشعر به إلا ذوي القلوب فأنكسرت و ضاق بها الحال إلي المحال فتوجهت إلي الله و بكت و سكنت جانب الروح تنتظر الصفح و الغفران من الله
أما القلب فقال:. لا أستطيع التوبة عن حبه يا أحبابي ، فيوم فتحت بابي أول من دخل كان هو .. فأغلق الباب علي نفسه
و منع أحد من الدخول فصار الكل عندي سواء و هو فوق كل حب حبيبي و قريبي و كل منايا بعد الله ..
سأظل أحبه فأنا لا أحتمل عليه لمس الهواء و أخاف عليه من جفا الأحباء و إن جفاه حبيبه فأنا بنبضي دواه و رواه ..
أعالجه بروحي إذا كانت هي الدواء و أموت إن حزن و لم أحزن علي شئ سواه ، ففرحه هو فرحي و حزنه حزني و هو كل حياتي و أملي
فأنسوني و أطلقوني لأعيش في الحياة ولهان في حب لمن لم يدري بي و لم يشعر بكل هذا الحنان
قالوا لماذا ؟ لماذا تعذب نفسك كل هذا العذاب ، فالفراق و النسيان أهون
قال القلب في صوت عالي:. لا الفراق موت و أنا أبحث عن الحياة ، و الحياة في عذابه عندي هي الجنة التي لا أحلم بسواها
و أتمني و إن كنت أخر من يلجأ إليه . أن يكون أنا أول من يداويه و يشعر به
قالوا سوف تأخذنا معك في التيار .. قال القلب:. آخذكم فليس لديكم أي أختيار ..
فأستسلموا و ذهبوا سوياً الثلاثة ( القلب و العين و الروح ) إلي غير رجعة و عندما ذهبوا شعر العقل بالوحدة فصرخ فيهم و قال أنتظروا أنا آت معكم و الأمر إلي الله
قالوا جميعا:. هكذا ينتهي المصير بالمحب .. هكذا يعيش الإنسان المحب العذاب لمن لم يحبه ..
هكذا نموت كل يوم في حب من لم يحبنا و نعشقه و نتمي لو لم نراه حتي نستطيع أن نكمل الحياة ..
ثم نعود و نقول لا فائدة فهذا هو المحال .. القدر و المكتوب علي القلب محبوب مرغوب ، نقبله حتي لو كان كله عيوب