حياتنا كلعبة لعبناها .. وكذبة كبيرة صدقناها .. هي الحياة بكل معانيها .. بكل مسالكها ودروبها .. وبكل نتائجها وعواقبها !
هناك حيث الجانب الآخر منها .. حيث البيوت المتناثرة هنا وهناك وحيث القلوب المحطمة والبسمة المنكسرة .. نشهد وقيعة كل حادثة لتصبح بعد دقائق حديث كل بيت في تلك القرية .. كم سخرنا ؟؟ وكم تألمنا وتعلمنا ؟؟ كم حكمة رددنا ؟ وكم واقعة سردنا ؟؟
كل ما يحدث وكل ما سيحدث .. حواه ما وراء تلك الأبواب (( أبواب الحياة )) .. فكل باب يسرد لنا قصة مختلفة الملامح .. ويبوح لنا بمكنون آخر !! لنصورها كأبواب تُفتح واحدة تلو الأخرى ..
\\ الباب الأول \\
هناك حيث الدمعة السائلة .. تتغلغل بين تجاعيد وجه ذلك الأب العجوز .. بعدما أصبح طاعن في السن وبعدما ضاعت سنين شبابه بين رعاية الابن وإرشاده والمحافظة عليه .. هاهو يطعنه بتلك الكلمات الساخرة ، ليرحل عنه ماضيا فلم يعد له الآن سوى الله شاكيا له الحال .. متوسلا له بالعبرات .. تمضي الليالي على نفسه صعبة ثقيلة الوقع .. فيضحى هزيل الجسم .. منهوك القوى .. فتتناوله المنية شيئا فشيئا ليعود بعدها الابن معلنا عبراته !! فما فائدة الدموع بعد المــوت؟؟! وهل ستعود به إلى حيث كان يجد ذلك الأب ؟؟
\\ الباب الثاني \\
تترك الزوجة فلذات أكبادها ومن عاهدها أمام ربه أن يبقى لها مخلصا طوال العمر .. تتركهم لتذهب باحثة عن أحضان رجلا آخر يسمى معشوقا .. !! تاركة خلفها عائلة تشتت برحيلها ,فهل تستحق أن تكون أم أو زوجة ؟ وكيف سمح لا قلبها ؟؟ أم كيف ساندها ضميرها ؟؟
\\ الباب الثالث \\
هو باب من يعاشر الناس نفاقا .. يرونه محبا لهم ، طيب القلب معهم .. فيحبونه و يودونه.. ولكن ! لو بصرت ما بداخله لوجدته أسود اللون كسواد الليل .. يكره لهم كل ماهو جميل ويتمنى كل ما هو قبيح ..
إنه أبشع فئات المجتمع !! لا نعرف ما يخبأه وإن عرفنا لا نصدق ما أدركنا ؟؟!! فكيف سيكون مصيره وقد وعده تعالي بالدرك الأسفل من النار؟
\\ الباب الرابع \\
عاش بعزة نفس .. تجرع الألم وبقى صامتا صابرا .. تلاعبت به أيدي الناس وألسنتهم .. كتم حزنه في قلبه حتى بات هما ثقيلا يصعب إزالته .. ليتوفى جراء ذلك الم .. إنه الفقير المظلوم .. ما ذنبه ؟ أذنبه أنه كان فقيرا ؟ أم ذنبه عزة نفسه التي كانت له كجدار يمنعه عن السؤال؟؟ لماذا كل هذه القسوة تجاه الضعفاء منا ؟ أليس من المفروض أن نمتلك الرحمة كمسلمين ؟؟
\\ الباب الخامس \\
لم يحص من الدنيا سوى على هذه الفتاة .. التي هي له الزوجة والابنة والأم .. دللها بكل ما يملك .. أعزها .. أحبها حقا .. كان يفرح حين يراها متألقة متميزة بين أقرانها .. وتغدو السعادة عنوان يومه حين يرى شفتيها باسمة .. أسعدها بقدر ما استطاع وبقدر ما ملك على الرغم من بساطة حاله فكيف لا وهي ابنته الوحيدة ؟؟
لم يشكو لها يوما .. ولم يرد لها طلبا .. تمضي الأيام من عمره .. فيجد نفسه قابع تحت غمامة سوداء تطالبه بالديون ,, حاول كثيرا لكنه لم يستطع السداد .. وبعدها يجد نفسه مخيرا بين موته وابنته .. فلا يعد أمامه سوى اختيار موته ولكنها لا تقبل .. فهو كل ما تملك كيف لها وأن تتركه يرحل .. لتحكم على نفسها بالموت البطيء وتعيش بين قضبان زنزانة مقفلة الأبواب والنوافذ .. تدفن فيها زهرة سنين عمرها القادمة لتجد نفسها ضائعة لا محال .. ولتفتح لها الحياة أبواب كانت تجهلها ؟؟!! ولكــن بعد ماذا؟
كلها أبواب نشهدها على أرض نعيشها ..
وغيرها من الأبواب التي لم تفتح بعد !!