القصيدة للأستاذ:- فاروق جويدة
القصيدة طويلة
بس جميلة جدا
صدقونى انا قراتها كلها وعجبتنى جدا
اتمنى انكم تفهموها وتعجبكم
اتفضلوا
اغْضبْ . . ولا تسمع احد
اغضب .. فان الله لم يخلق شعوباً تستكين
اغضب .. فان الأرض تحني رأسها للغاضبين
اغضب.. فان الريح تذبح سنبلات القمح..
تعصف كيفما شاءت . . بغصن الياسمين
اغضب .. ستلقى الأرض بركاناً . .
و يغدو صوتك الدامي نشيد المتعبين
اغضب فإن حدائق الزيتون ..
لا تؤوي كلاب الصيد ..
لا تنسى دماء الراحلين
الأرض تحزن . . حين ترتجف النسور ..
ويحتويها الخوف . . والحزن الدفين
الأرض تحزن حين يسترخي الرجال . .
مع النهاية . . عاجزين
اغضب فان قوافل الزمن الملوث . .
تحرق الأحلام . .
في عين الصغار الضائعين
اغضب . . فان العار يسكننا
ويسرق من عيون الناس لون الفرح . .
يقتل في جوانحنا الحنين
ارفض زمان العهر . .
والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين . .
اغضب . . ففي جثث الصغار
سنابل تنمو . . وفي الأحشاء
ينتفض الجنين
اغضب . . فإنك إن ركعت اليوم
. . سوف تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب . . فان الناس حولك
نائمون . .
وكاذبون . .
و عاهرون . .
و منتشون بسكرة العجز المهين
اغضب اذا صليت . .
أو عانقت كعبتك الشريفة . .
مثل كل المؤمنين
اغضب . . فان الله لا يرضى الهوان لأمةٍ
كانت ــ ورب الناس ــ خير العالمين
فالله لم يخلق شعوباً تستكين
■■■
اغضب . . إذا لاحت أمامك . .
صورة الكهان يبتسمون والدنيا خراب والمدى وطنُ ُ حزينْ
ابصق على (( الشاشات )) . .
ان لاحت أمامك صورة المتنطعين
اغضب . . إذا لملمت وجهك
بين أشلاء الشظايا . .
و انتزعت الحلم كي يبقى . .
على وجه الرجال الصامدين
اغضب . . إذا ارتعدت عيونك . .
والدماء السود تجري . .
في مآقي الجائعين . .
اغضب إذا لاحت أمامك أمةٌ ُ مقهورةُُ خرجت من التاريخ
. . باعت كُلٌ شيء . .
كل أرض . .
كل عرض . .
كل دين . .
اغضب ولا تترك رفاتك . .
جيفة سوداء كفنها عويل مودعين
اجعل من الجسد النحيل قذيفة
ترتج أركان الضلال . . و يشرق الحق المبين
اغضب . . فانك إن تركت الأرض عارية
يضاجعها المقامر .. والمخنث . . والعميل
سترى زمان العهر يغتصب الصغار . .
و يفسد الأجيال جيلاً . . بعد جيل
وترى النهاية أمة . . مغلوبة
ما بين ليل البطش . .
والقهر الطويل ابصق على وجه الرجال . .
فقد تراخى عزمهم واستبدلوا عز الشعوب
بوصمة العجز الذليل
كيف استباح الشر أرضك . .
و استباح العهر عرضك . .
واستباح الذئب قبرك . .
واستباحك في الورى
ظلم الطغاة الطامعين ؟!
اغضب . . إذا شاهدت كهان العروبة. .
كل محتال تخفى في نفق
ورأيت عاصمة الرشيد ..
رماد ماض يحترق
و تزاحم الكهان في (( الشاشات )) تجمعهم سيوف من ورق
■■■
اغضب . . ككل الساخطين
اغضب . . فإن مدائن الموتى
تضج الآن بالأحياء . . ماتوا . .
عندما سقطت خيول الحلم . .
وانسحقت أمام المعتدين
اغضب . . إذا لاحت أمامك . .
صورة الأطفال في بغداد ماتوا جائعين
فالأرض لا تنسى صهيل خيولها
حتى لو غابت سنين
الأرض تنكر كل فرع عاجز
تلقيه في صمت . . تكفنه الرياح . .
الأرض تكره كل قلب جاحد
و تحب عشاق الحياة . . وكل عزم لا يلين
اغضب . . و حاصر طغمة الجرذان في بغداد
لا تسمع صراخ العاجزين
انشر شراعك فوق دجلة والفرات
فإن للأنهار أسراراً
و للتاريخ سحراً لا يبين
فالأرض تركع تحت أقدام الشهيد و تنحني
و تقبل الدم الجسور وقد تساقط كالندى
و تسابق الضوءان . .
ضوء القبر . . في ضوء الجبين
وغداً يكون لنا الخلاص . .
يكون نصر الله بشرى للمؤمنين
اغضب . . فإن جحافل الشر القديم . . تطل من خلف السنين
واسأل ربوع القدس عن أمجادها
واسأل ثراها عن صلاح الدين
ما بيننا ثأر طويل في ربى حطين
اغضب . . ولا تسمع سماسرة الشعوب
وباعة الأوهام . . و المتأمركين
■■■
اغضب . . فإن بداية الأشياء أولها الغضب
ونهاية الأشياء آخرها الغضب
و الأرض أولى بالغضب
و العرض أولى بالغضب
سافرت في كل العصور ..
و ما رأيت . . سوى العجب
رأيت أقدار الشعوب
سيوف عار من خشب
و رأيت حرباً بالكلام . .
و بالأغاني .. وبالخطب !
ورأيت من سرق الشعوب . .
و من تواطأ . . و من نهب !
و رأيت من باع الضمير
و من تآمر . . و من هرب !
و رأيت كهاناً بنوا أمجادهم
بين العمالة والكذب
و رأيت من جعلوا الخيانة
قدس أقداس العرب
ورأيت تيجان الصفيح
تفوق تيجان الذهب
ورأيت نور محمد يخبو أمام أبي لهب ! !
فاغضب . . فإن الأرض يحييها الغضب
■■■
اغضب . . و لا تسمع أحد . .
قالوا بأن الأرض شاخت . . أجدبت
منذ استراح العجز في أحشائها
نامت . . ولم تنجب ولد
قالوا بأن الله خاصمها . . وأن رجالها
خانوا الأمانة . . واستباحوا كل عهد
الأرض تحمل . . فاتركوها الآن غاضبة
ففي أحشائها . . سخط تجاوز كل حد
تخفي أساها عن عيون الناس . .
تنكر عجزها
لا تأمنن لسخط بركان خمد
لو أجهضوها ألف عام . .
سوف يولد من ثراها كل يوم ألف غد
اغضب . . ولا تسمع أحد . .
اسمع أنين الأرض . .
حين تضم في أحشائها عطر الجسد
اسمع ضميرك . . حين يطويك الظلام
وكل شيء في الجوانح قد همد
أرض النبوة تستغيث . .
و في العراق جحافل تعوى وإيمان صمد
و النائمون على العروش
فحيح طاغوت تجبر . . واستبد
لم يبق غير الموت
إما أن تموت فداء أرضك
أو تباع لأي وغد
مت في ثراها . .
إن للأوطان سراً ليس يعرفه أحد
إن أخرجوا بغداد من صلواتها
سيكون عار المسلمين إلى الأبد
إن تنصروا الرحمن ينصركم .. وهذا ما وعد
هـــــذا مـــــــا وعـــــــــــــد . .
____________________________