لو عندك هموم اقراء كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرنى

بسم الله الرحمن الرحيم
انا كنت قريت كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرنى
لاقيت نفسي وأنا بقرأ بحس أني سعيده جدا
حاسيت قد إيه الدنيا حلوة
قد إيه ربنا كريم ورحمته واسعة
أنا مش حاطول عليكم
حبيت انزله لكم للاستفاده والمتعه
وحخليكم أنتوا اللي تحكمه عليه
فهرس الحلقات
الحلقة أولى :- ياالله

الحلقة التانية :- فكر واشكر
الحلقة الثالثة :-ما مضى فات
الحلقة الرابعة:-يومك يومك
الحلقة الخامسة :-قضاء وقدر
الحلقة السادسة:-العوض من الله

الحلقة السابعة:-لا تحطمك التوافه
الحلقة الثامنة:- ضبط العواطف
الحلقة التاسعة:- أترك المستقبل حتى يأتي
الحلقة العاشرة:-إن مع العسر يسرا
الحلقة الحادي عشر:-اصنع من الليمون شرابا
الحلقة الثانية عشر:- وليسعدك بيتك
الحلقة الثالثة عشر:- توقع أسوأ الإحتمالات
الحلقة الرابعة عشر:- من قصص الموت

الحلقة الاولى

يا الله
"يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن"
إدا إضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة : ياالله
إدا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق نادوا يا الله
إدا وقعت مصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة
نادى المصاب المنكوب يالله
إليه يصعد الكلم الطيب والدعاء الخالص والهاتف الصادق والدمع البرئ
إليه تُمد الأكُف في الأسحار والأيادي في الحاجات والأعين في الملمات والأسألة في الحوادث
بإسمه تشدوا الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي وبدكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ويثوب الرشد ويستقر اليقين
"الله لطيف بعباده"
* الله : أحسن الأسماء وأجمل الحروف وأصدق العبارات وأثمن الكلمات" هل تعلم له سميا"
* الله: فإدا الغنى والبقاء والقوة والنصرة والعز والقدرة والحكمة " لمن اللملك اليوم لله الواحد القهار"
* الله: فإدا اللطف والعناية والغوث والمدد والود والإحسان " وما بكم من نعمة فمن الله"*الله : دو الجلال والعظمية والهيبة والجبروت

اللهم إجعل مكان اللوعة سلوة وجزاء الحزن سرورا وعند الخوف أمنا
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين وأطفئ جمر الأرواح بماء الإيمان
يارب ألق على العيون الساهرة نعاسا أمنة منك وعلى النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحا قريبا
يارب إهدي حيارى البصائر إلى نورك وضلال المناهج إلى صراطك والزائغين عن السبيل إلى هداك
اللهم أل الوسواس بفجر صادق من النور وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين
اللهم إدهب عنا الحزن وأزل عنا الهم واطرد من نفوسنا القلق
نعود بك من الخوف إلا منك والركون إلا إليك والتوكل إلا عليك والسؤال إلا منك والإستعانة إلا بك أنت ولينا عم المولى ونعم البصير

الحلقة التانية:-
فكر وإشكر

المعنى أن تدكر نعم الله عليك فإدا هي تغمرك من فوقك ومن

تحتقدميك " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها

صحة في البدن أمن في الوطن غداء وكساء وهواء وماء لديك

الدنيا وأنت لا تشعر تملك الحياة وأنت لا تعلم " وأسبغ عليكم

نعمه ظاهرة وباطنة " عندك عينان ولسان وشفتان ويدات

ورجلان " فبأي ألاء ربكما تكدبان " هل هي مسألة سهلة أن

تمشي على قدميك وقد بترت أقدام ؟ وأن تعتمد على ساقك وقد

قطعت سوق؟

أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير؟

وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي وأن تكرع من الماء البارد

وهناك من عُكر عليه الطعام ونغص عليه الشراب بأمراض

وأسقام ؟

تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم وتأمل في نظرك وقد

سلمت من العمى

وإنظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص والجدام والمخ عقلك وقد
أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والدهول

أتريد في بصرك وحدة كحبل أحد دهبا ؟ أتحب بيع سمعك وزن

ثهلان فضة؟ هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم؟ هل

تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع ؟

إنك في نعم عميمة وأفضال جسيمة ولكنك لا تدري تعيش

مهموما مغموما حزينا كئيبا وعندك الخبز الدافئ والماء البارد

والنوم الهانئ والعافية الوارفة تتفكر في المفقود ولا تشكر

الموجود تنزعج من خسارة مالية وعندك مفاتيح السعادة

وقناطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء

فكر وإشكر " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " فكر في نفسك وأهلك

وبيتك وعملك وعافيتك وأصدقاءك والدنيا من حولك " يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها

فكر في كل كلمة مكتوبة بينك وبين نفسك سوف تشعر أن الحزن والهم ليس لهم وجود أمام نعم الله علينا

الحلقة الثالثه
ما مضى فات:-

تدكر
الماضي والتفاعل معه واستحضاره والحزن لمآسيه حمق وجنون وقتل الإرادة
وتبديد للحياة الحاضرة إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى يغلق عليه
أبدا في زنزانة النسيان يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ويوصد عليه فلا يرى النور لأنه مضى وانتهى
لا الحزن يعيده ولا الهم يصلحه ولا الغم يصحح ولا الكدر يحيه
لأنه عدم
لا تعيش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت أنقد نفسك من شبح الماضي أتريد أن ترُد النهر إلى مصبه والشمس إلى مطلعها
والطفل إلى بطن أمه والبن إلى الثدي والدمعة إلى العين إن تفاعلك مع
الماضي وقلقك منه وإحتراقك بناره وإنطراحك على أعتابه وضعٌ مأساوي رهيب
مخيف مفزع
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر وتمزيق للجهد ونسف للساعة الراهنة
دكر الله الأمم وما فعلت ثم قال :" تلك أمة قد خلت"
إنتهى الأمر وقُضي ولا طائل من تشريح جثة الزمان وإعادة عجلة التاريخ
إن اللدي يعود للماضي كالدي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا وكالدي ينشر نشارة الخشب
وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي
: لا تخرج الأموات من قبورهم وقد دكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم
قالوا للحمارة : لم لا تجتر؟ قال : أكره الكدب
إن بلاءنا أننا نعجز عن
حاضرنا ونشتغل بماضينا نهمل قصورنا الجميلة ونندب الأطلال البالية ولئن
اجتمعت الإنس والجن على إعاده مامضى لما إستطاعوا لأن هدا هو المحال بعينه
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف
لان الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام فلا تخالف سنة الحيا

الحلقة الرابعة:-
يومك يومك
إدا أصحت فلا
تنتظر المساء اليوم فحسب ستعيش فلا أمس الدي دهب بخيره وشره ولا الغد الدي
لم يأت إللى الأن اليوم الدي أظلتك شمسه وأدركك نهاره هو يومك فحسب عمرك
يوم واحد فاجعل في خلدك العيش لهدا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه حينها
لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه وبين توقع المستقبل وشبحه
المخيف وزحفه المرعب لليوم فقد اصرف تركيزك وإهتمامك وإبداعك وكدك وجدك
فلهدا اليوم لابد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر وإطلاعا بتأمل ودكرا بحضور واتزانا في الأمور وحسنا في خلق ورضا بالمقسوم واهتماما بالمظهر واعتناء بالجسم ونفعا للاخرين.
ليوم هدا
الدي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات ومن ثوانيه شهورا ، تزرع
فيه الخير ، تسدي فيه الجميل ، تستغفر فيه الدنب تدكر فيه الرب تتهيأ
للرحيل ، تعيش هدا اليوم فرحا وسرورا وأمنا وسكينة ترضى فيه برزقك وبزوجتك وبأطفالك ، بوظيفتك ، بيتك، بعلمك ، بمستواك " فخد ما آتيتك وكن من الشاكرين"
تعيش هدا اليوم بلا حزن ولا انزعاج ولا سخط ولا حقد ولا حسد
إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها أيضا على مكتبك تقول : ((يومك يومك))
إدا أكلت خبزا حارا شهيا هدا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الردئ أو خبز غد الغائب المنتظر؟
إدا شربت ماء عدب زلالا هدا اليوم فلمادا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج أوتهتم لما غد الآسن الحار
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولادية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية:
((لن أعيش إلا لهدا اليوم))
حينها تستغل كل لحظة في هدا اليوم
في بناء كيانك وتنمية مواهبك وتزكية عملك فتقول : لليوم فقد أهدب ألفاظي
فلا أنطق هجرا أو فحشا أو سبا أو غيبة
لليوم فقد سوف أرتب بيت ومكتبي فلا إرتباك ولا بعثرة ، وإنما نظام ورتابة
لليوم فقد سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي وتحسين مظهري والإهتمام بهندامي والإتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي
لليوم فقد سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتث من شجرة الشر بغصونها ، أشيع جنازة ، أدل حيران، أطعم جائعا ، أفرج عن مكروب ، أقف مع مظلوم ، أشفع لضعيف ، وأواسي منكوبا وأرحم صغيرا .
لليوم فقد سأعيش ، فيا ماضٍ دهب
وإنتهى إغرب كشمسك ، فلن أبكي عليك ، ولن تراني أقف لأتدكرك لحظة ، لأنك
تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا أبد الآبدين.
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن
أتعامل مع الأحلام ولن أبيع نفسي مع الأوهام ، ولن أتعجل ميلاد مفقود ،
لأن غدا لا شئ لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مدكورا.
يومك يومك أيها الإنسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها.

الحلقة الخامسة
قضاء وقدر
" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها"
جف القلم ورفعت الصحف ، قضي الأمر ، كتُب المقادير " قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا"
ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
إن هده
العقيده إدا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البلية عطية والمحنة منحة
وكل الوقائع جوائز وأوسمة " ومن يرد الله به خيرا يصب منه" فلا يصيبك قلق
من مرض أو موت ابن أو خسارة مالية أو إحتراق منزل أو خيانة زوج
فإن الباري
قد قدر والقضاء قد حل والإختيار هكدا والخيرة لله والأجر حصل والدنب كُفر
. هنيئا لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الآخد ، المعطي، القابض ، الباسط"
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون "
ولن
تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك وتدهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر ،
جف القلم بما أنت لاقٍ فلا تدهب نفسك حسرات ، لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف
الجدار أن ينهار وحبس الماء أن ينسكب ومنع الريح أن تهب وحفظ الزجاج أن
ينكسر هدا ليس بصحيح على رغمي ورغمك وسوف يقع المقدور وينفد القضاء ويحل المكتوب " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
استسلم للقدر
قبل أن تطوقق بجيش السخط والتدمر والعويل ، اعترف بالقضاء قبل أن يدهمك
سيل الندم ، إدا فليهدأ بالك إدا فعلت الأسباب وبدلت الحيل ، ثم وقع ما
كنت تحدر فهدا هو الدي كان ينبغي أن يقع ، ولا تقل :" لو أني فعلت كدا
وكدا لكان كدا وكدا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل "
إدا في
أخر كلامنا نقول هدا قضاء وقدر لا محال من التغيير فإرمي الحزن خلف ظهرك
فهو لن يفيد بشئ ولن يغير ما وقع وإعلم أن المصائب تدهب السيئات فقل الحمد
لله

الحلقة السادسة
العوض من الله
لا يسلبك الله شيئا إلا عوضك خيرا منه إدا صبرت واحتسبت " من أخدت حبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة " يعني عينيه
" ومن سلبت
صفيه من أهل الدنيا ثم احتسب عوضته من الجنة" أي من فقد ابنه وصبر بُني له
بيت الحمد في الخلد وقس أنت على هدا المنوال فإن هدا مجرد مثال
فلا تأسف على مصبة فإن الدي قدرها عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم.
إن أوليء الله المصابين المبتلين ينوه بهم في الفردوس: " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار"
وحقٌ
علينا أن ننظر في عوض المصيبة وفي ثوابها وفي خلفها الخير "أولئك عليهم
صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" هنيئا للمصابين و بشرى للمنكوبين
إن
عمر الدنيا صغير وكنزها حقير والآخرة خير وأبقى فمن أصيب هنا كوفئ هناك
ومن تعب هنا إرتاح هناك أما المتعلقون بالدنيا والعاشقون لها فأشد ما على
قلوبهم فوت حظوظهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلدلك
تعظم عليهم مصائبهم وتكبر عندهم النكبات لأنهم ينظرون تحت أقدامهم فلا يرون إلا الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة.
أيها
المصابون ما فات شئ وأنتم الرابحون فقد بعث لكم برسالة بين أسطرها لطف
وعطف وثواب وحسن اختيار إن على المصاب عليه سرداق المصيبة أن ينظر ليرى أن
النتيجة " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العداب " وما عند الله خير وأبقى وأهنأ وأجل وأعلى

الحلقة السابعة
لا تحطمك التوافه
كم من مهموم سبب همه أمر حقير تافه لا يدكر
وأعتدر عن هده الألفاظ ولكنها دكرت في الكتاب وتمعن فيها ستجد دلك فعلا وأرجوا قراءة الموضوع للأخر
فلنكمل
إنظر إلى المنافقين ما أسقط هممهم؟ وما أبرد عزائمهم هده أقوالهم:
" ولا تنفروا في الحر" " ائدن لي ولا تفتني " " بيوتنا عورة"
نخشى أن تصيبنا دائرة"
" ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا"
يا لخيبة هده المعاطس يا لتعاسة هده النفوس....
همهم البطون والصحون والدور والقصور لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المثل لم ينظروا أبدا إلى نجوم الفضائل هم أحدهم ومبلغ علمه: دابته وثوبه ونعله
وإنظر لقطاع من الناس تراهم صباحا مساءا سبب همومهم خلاف مع الزوجة أو الإبن أو القريب أو سماع كلمة نابية أو موقف تافه أ خيانى حبيب
هده مصائب هؤلاء البشر ليس عندهم
من المقاصد العليا ما يشغلهم ليس عندهم من الإهتمامات الجليلة ما يملأ
وقتهم ، وقد قالوا : إدا خرج الماء من الإناء ملأه الهواء.
إدا ففكر في الأمر الدي تهتم له
وتغتنم هل يستحق هدا الجهد والعناء لأنك أعطيته من عقلك ولحمك ودمك وراحتك
ووقتك وهدا غبن في الصفقة وخسارة هائلة ثمنها بخس وعلماء النفس يقولون :
إجعل لكل شئ حدا معقولا وأصدق من هدا قوله سبحانه وتعالى" قد جعل الله لكل شئ قدرا"
فإعط القضية حجمها ووزنها وقدرها وإياك والظلم والغلو
هؤلاء الصحابة الأبرار همهم تحت الشجرة الوفاء بالبيعة فنالوا رضوان الله ورجل معهم أهمه جملة حتى فاته البيع فكان جزاءه الحرمان والمقت
****فاطرح التوافه والـأشتغال بها تجد أن أكتر همومك دهبت عنك وعدت فرحا مسرورا
أخواتي في الله لا تقل أن ماطرحه الكاتب حقا من التوافه وأنا مشكلتي أعظم من دلك
لا والله كل مشكله على هده الأرض
تافه ولكن حتى نصل إلى مرحلة جعل كل المشاكل توافه لابد من أن نبدأ من
داخلنا ....لابدمن الإقتناع أن الدنيا فانيه ....وأن كل مشكله ولها حل
ومخرج.... وأن الله قادر على كل شئ .....وأن فرج الله قريب.....وبالتالي
نستطيع أن نتخطى مشاكلنا

الحلقة الثامنة
ضبط العواطف
تتأجج العواطف وتعصف المشاعر عند سببين :
عند الفرحة
الغامرة والمصيبة الداهمة ، وفي الحديث : " إني نهيت عن صوتين أحمقين
فاجرين : صوت عند نعمة وصوت عند مصيبة " وقال الله تعالى " لكيلا تأسوا
على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم "
ولدلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما الصبر عند الصدمة الأولى"
فمن ملك
مشاعره عند الحدث الجاثم وعند الفرح الغامر استحق مرتبة الثبات ومنزلة
الرسوخ ونال سعادة الراحة ولده الإنتصار على النفس والله جل في عُلاه وصف
الإنسان بأنه فرح فخور"إدا مسه الشر جزوعا وإدا مسه الخير منوعا إلا
المصلين"
فهم على وسطية في الفرح و الجزع يشكرون في الرخاء ويصبرون في البلاء.
إن العواطف
الهائجة تتعب صاحبها أيما تعب وتعينه وتؤلمه وتؤرقه فغدا غضب احتد وأزبد
وأرعد وتوعد وثارت مكامن نفسه والتهبت حشاشته فيتجاوز العدل وإن فرح طرب
وطاش ونسي نفسه في غمرة السرور وتعدي قدره وإدا هجر أحدا دمه ونسي محاسنه
وطمس فضائله وإدا أحب أخر خلع عليه أوسمة التبجيل وأوصله إلى دروة الكمال
وفي الأثر : " أحب جبيبك هونا ما فعسلى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك
هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما "
وفي الحديث : وأسألك العدل في الغضب والرضا"
فمن ملك
عاطفته وحكم عقله ووزن الأشيان وجعل لكل شئ قدرا أبصر الحق وعرف الرشد
ووقع على الحقيقة " لقد أرسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان
ليقووم الناس بالقسط"
إن الإسلام جاء بميزان القيم والأخلاق والسلوك مثلما جاء بالمنهج السوي والشرع الرضي والمله المقدسة "وكدلك جعلناكم أمة وسطا"
فالعدل مطلب
جميل ملح في المثل مثلما هو مطلوب في الأحكام فإن الدين بني على الصدق
والعدل ، الصدق في الأخبار والعدل في الأحكام والأقوال والأفعال " وتمت
كلمت ربك صدقا وعدلا"

الحلقة التاسعة
إترك المستقبل حتى يأتي
" آتى أمر
اله فلا تستعجلوه" لا تستبق الأحداث أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه وقطف
الثمرة قبل النضج إن غدا مفقود لا حقيقة له ليس له وجود ولا طعم ولا لون
...فلمادا نشغل أنفسنا به ونتوجس من مصائبه ونهتم لحوادثه نتوقع كوارثه
ولا ندري هل يُحال بيننا وبينه أو نلقاه فإدا
هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد إن علينا
ألا نعبر جسرا حتى نأتيه ومن يدري ؟؟؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر أو لعل
الجسر ينهار قبل وصولنا وربما وصلنا الجسر ومررنا سلام
إن إعطاء
الدهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الإكتواء
بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا لأنه طول أمل ومدموم عقلا لأنه مصارعة للظل
إن كثيرا من هدا العالم يتوقع في مستقبله الجوع والعري والمرض والفقر
والمصائب وهدا كله من مقررات مدارس الشيطان" الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء واله يعدكم مغفرة منه وفضلا"
كثير هم الدين يبكون لأنهم سوف يجوعون غدا وسوف يمرضون بعد سنة وسوف ينتهي العالم بعد مائة سنة
إن الدي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم والدي لايدري متى يموت لا يجوز له الإشتغال بشئ مفقود لا حقيقة له.
أترك غدا حتى يأتيك لا تسأل عن أخباره لا تنتظر زحوفه لأنك مشغول باليوم.
وإن تعجب فعجب هؤلاء بفترضون الهم نقدا ليقضوه نسيئةفي يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور فحدار من طول الأمل

الحلقة العاشرة
إن مع العسر يسرا
يا إنسان بعد
الجوع شبع وبعد الظمأ ري وبعد السهر نوم وبعد المرض عافية سوف يصل الغائب
ويهتدي الضال ويفك العاني وينقشع الظلام " فعسى الله أن يأتي بالفتح أو
أمر من عنده"
بشر الليل
بصبح صادق يطارده رؤوس الجبال ومسارب الأودية بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل
في سرعة الضوء ولمح البصر بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة
إدا رأيت الصحراء تمتد فإعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة الظلال
إدا رأيت الحبل يشتد ويشتد فاعلم أنه سوف ينقطع
مع الدمعة بسمة ومع الخوف أمن ومع الفزع سكينة النار لم تحرق إبراهيم الخليل لأن الرعاية الربانيو فتحت نافدة " بردا وسلاما"
البحر لم يغرق كليم الرحمن لأن الصوت القوي الصادق نطق ب " كلا إن معي ربي سيهدينِ"
المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة
إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلا نكد وضيق ةتعاسة لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب
ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار
إدا فلا تضق
درعا فمن المحال دوام الحال وأفضل العبادة إنتظار الفرج الأيام دول والدهر
قُلب ةالليالي حبالي والغيب مستور والحكيم كل يوم هو في شأن ولعل الله
يُحدث بعد دلك أمرا وإن مع العسر يسرا

الحلقة الحادية عشر
إصنع من الليمون شرابا
الدكي يحول الخسائر إلى أرباح والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين
طُرد الرسول صلى اله عليه وسلم من مكة فاقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره
سُجن أحمد
بن حنبل وجلد فصار إمام أهل السنة وحبس إبن تيمية فأخرج من حبسه علما جما
ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه وأقعد ابن
الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث ....وغيرها من
الأمثلة
إدا
داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها وإدا ناولك أحدهم كوب ليمون
فأضف إليه حفنة من السكر وإدا أُهدي لك ثعبان فخد جلده الثمين واترك باقيه
وإدا لدغك عقرب فاعلم أنه مصل واقي ومناعة حصينة ضد سم الحيات.
تكيف في ظروفك القاسية لتخرج لنا منه زهرا ووردا " وعسى أن تكهرهوا شيئا وهو خير لكم"
سجنت فرنسا
قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين : متفائلا ومتشائما فأخرجا راسيهما من
نافدة السجن فأما المتفائل فنظر نظرة إلى النجوم فضحك وأما المتشائم فنظر
إلى الطين في الشارع المجاور فبكى
انظر إلى الوجه الأخر لمأساة لأن الشر المحض ليس موجودا بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر

الحلقة الثانية عشر
وليسعدك بيتك
العزلة الشرعية السنية: بعدك عن
الشر وأهله والفارغين واللاهين والفوضويين فيجتمع عليك شملك ويهدأ بالك
ويرتاح خاطرك ويجود دهنك بدرر الحكم ويسرح طرفك في بستان المعارف
إن العزلة عن كل ما يشغل عن الخير والطاعة دواء عزيز جربه أطباء
القلوب فنجح أيما نجاح وأنا أدلك عليه، في العزلة عن الشر واللغو وعن
الدهماء تلقيح للفكر وإقامة لناموس الخشية وإحتفال بولد الإنابة والتدكر
وإنما كان الإجتماع المحمود والاختلاط الممدوح في الصلوات والجمع ومجالس
العلم والتعاون على الخير أما مجالس البطالة والعطالة فحدار حدار
اهرب بجلدك ،
ابكي على خطيئتك وأمسك عليك لسانك وليسعك بيتك ، الإختلاط الهمجي حرب
شعواء على النفس وتهديد خطير لدنيا الأمن والاستقرار في نفسك لأنك تجالس
أساطين الشائعات وأبطال الأراجيف وأساتدة التبشير بالفتن والكوارث والمحن
حتى تموت كل يوم سبع مرات قبل أن يصلك الموت " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا"
إدا فرجائي الوحيد إقبالك على شأنك
والانزواء في غرفتك إلا من قول خير أو فعل خير؛ حينها تجد قلبك عاد إليك
فسلم وقتك من الضياع وعمرك من الأهدار ولسانك من الغيبة وقلبك من القلق
وأدنك من الخنا ونفسك من سوء الظن ومن جرب عرف ومن أركب نفسه مطايا
الأوهام واسترسل مع العوام فقل : عليه السلام

الحلقة الثالثة عشر
توقع أسوأ الإحتمالات

كنت
في أولى ثانوي بمعد أبها أحرص كل الحرص على التقدم في الترتيب وأنافس على
الأول ووطنت نفسي المركز التاني وكان مجموع الدرجات يمنحني تقدير إمتياز
ولكن ماذا تتوقع بعد مذاكرتي وجهدي وسهري ؟ سهرت النتيجة ولكن مع الناجحين
، رسبت في مادة الأنجليزي التي كانت سبب روسوبي وإخفاقي وكانت هذه المادة
صعبة على نفسي ثقيلة على روحي لا أحفظ ولا أفهم وجاءتني سحابة من الهم
سوداء كالحة وأرِقت ليالي معدودة وشمت بي من شاء أن يشمت من زملائي لأن
الأمر لم يكن متوقع بالكلية بل كنت أعد نفسي بالإمتياز مع مرتبة الشرف
وتأججت عواطفي وضاقت نفسي ومن هول الأمر عندي والمبالغة في التألم: أن أحد
الأساتذة كلمني مسليا ومشجعا فقلت مستشهدا:
لكل شئ إذا ماتم نقصان ............فلا يغر بطيب العيش إنسان
وكلما تذكرت فيما بعد تهويلي للأمر واستشهادي بهذا البيت عجبت وضحكت من نفسي وما نفعني من هذا الحزن شيئا ولم يغير من هذا القلق من النتيجة شيئا بل لو طاوعته لما استطعت المذاكرة والنجاح في الدور الثاني
واقول لك: لا تظن انك إذا حزنت وأزبدت وأرعدت عند إخفاقك ، أنك سوف تُغير لصالحك ، كلا ...بل سوف تؤكد الرسوب وتضاعف الإخفاق
لما
ناقشت الماجستير في الحديث النبوي رغبت كما يرغب الناس في الإمتياز وظننت
أنني أحسنت في الإجابات وأجدت في المناقشة وإذا بالتقدير جيد جدا فأعظيت
الأمر أكتر مما يستحق من الكدر والإهتمام والحزن ،
فقال
لي صاحبي وهو يحاورني : هب أنك لم تحصل على الماجستير أصلا ، وأُلغيت
الرسالة لسبب أو لأخر ، فماذا كنت تفعل ؟؟ ثم ما هو الفرق العملي بين
التقديرين والؤدي واحد وهي شهادة الماجستير؟؟؟
وصدق فيما قال وثاب إلىّ رشدي وهدأ بالي ، فإذا توقعت أمرا مكدرا وشيئا
منغصا ، فوطن نفسك على تقبل أسوأ الإحتمالات ثم إنقذ ما يمكن إنقاذه أما
الإسقاط في اليد والتلاؤم والقلق فلن يحقق شيئا يُذكر إلا ضيق الصدر وتكدر
الخاطر
وقد
استفدت من درس الماجستير هذا في تأجيل مناقشة الدكتوراة فقد قدمتها وهي
صالحة علميا ونظاميا ومُنِّيتُ بقرب المناقشة ثم أُجِّلت طويلا فكان الخبر
على قلبي سهلا ، لم أكترث له مثلما فعلت من ذي
قبل وهذا يجعلنا نتوقع أسوأ الفروض ونتعايش مع أخطر الإحتمالات، ثم نستمر
في حياتنا كأن شيئا لم يكن ومن توقع إفلاس تجارته وذهاب كل ماله رضي
بخسارة جزئية ومن توّقع القتل حمد الله على الحبس فقط فيصبح عنده ألم المصاب هينا سهلا
أتمنى الإستفادة حقا للجميع
والله أنا أخترت هذه الحلقة من أخر الكتاب لما شعرت به من أهمية لهذه الحلقة

الحلقه الرابعه عشر
من قصص الموت

ذكر
الشيخ علي الطنطاوي في سماعاته ومشاهداته أنه كان بأرض الشام رجل له سيارة
لوري فركب معه رجل في ظهر السيارة وكان في ظهر السيارة نعش مهيأ للأموات
وعلى هذا النعش شراع لوقت الحاجة فأمطرت السماء وسال الماء فقام هذا
الراكب فدخل في النعش وتغطى بالشراع وركب آخر فصعد في ظهر
الشاحنة بجانب النعش ولا يعلم أن في النعش أحدا واستمر نزول الغيث وهذا
الرجل الراكب الثاني يظن أنه وحده في ظهر السيارة وفجأة يخرج هذا الرجل
يده من النعش ليرى : هل كف الغيث ام لا ؟ ولما أخرج يده أخذ يلوح بيها
فأخذ هذا الراكب الثاني الهلع والجزع والخوف وظن أن هذا الميت قد عاد حيا فنسي نفسه وسقط من السيارة فوقع على أم رأسه فمات [/size]
وهكذا كتب الله أن يكون أجل هذا بهذه الطريقة وأن يكون موته بهذه الوسيلة
كل شئ بقضاء وقدر والمنايا عبر أي عبر

وعلى
العبد أن يتذكر دائما أنه يحمل الموت وأنه يسعى إلى الموت وانه ينتظر
الموت صباحا ومساء وما أحسن الكلمة الرائقة التي قالها علي ابن ابي طالب
رضي الله عنه :"إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة
فكونوا من ابناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا
حساب وغدا حساب ولا عمل"!!!

وهذا يفيدنا أن على الإنسان أن يتهيأ وأن يتجهز وان يصلح من حاله وأن يجدد توبته وأن يعلم أنه يتعامل مع رب كريم قوي عظيم لطيف

إن الموت لا
يستأذن على أحد ولا يحابي أحدا ولا يجامل وليس للموت إنذار مبكر يخبر به
الناس " وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت "

انا استفد كتير جداا من الكتاب
يارب يعجبكم

اللهم أحسن ختامنا جميعا يارب وأدخلنا الجنة من غير سابقة حساب وقنا عذاب النار
اللهم أمــــــــــــــــــــــــــــــــين