أيها البعيد .. يا من تسكن خَلْف جُدرِ أحلامي ..
المتواري إلى مالا نهاية ..
كُنت أستحضرك في لحظات الحزن ..
وأجدك بجواري تواسيني ..
رغم لمحات الحزن المرتسمة عفوا على جبين حروفك ..
ونبرات أحلامك .. كُنت أرى فيك صمود الجبال .. وعلو النخيل ..
ولكنّي لا أجدك الآن ..!
لاقتنع أخيرا أنك {.. وهم
رسمته ذات يوم .. وعشت فصوله ..
وعندما فتحت عينيّ تلاشى كخيوط الدخان ..
وأجدني وحدي ..
أقف .. بلا سند .. ولا متوكئ ..
أعتدت دائما أن لا أحتاج ..
لأني أكره لحظات الحاجة الماسة التي أنتظر فيها يد حانية تمتد لتنتشلني من الغرق ..
كُنت دائما أعيش مستغنية رغم صرخات الحرمان التي تصرخ داخلي وأكم أفواهها قسرا ..
ولكني تعبت .. }
ولستُ متأكدة من قدرتي الآن على الثبات ..
{ تعبت ..
وأعياني الكبرياء ..
لم يعد لدي قدرة على الصمود أكثر ..
فجسر أحلامي المنهار يجعل مني متهاوية ..
لا أريد أكثر من شعور الأمن .. والذي افتقده عندما أغمض عيني وأتجرد من كل شيء ..
سوى إحساسي بك ..
أحتاجك الآن كأكثر شيء ..
لاستمد منك قوتي التي فقدتها ..
أريدك أن تكون بالقرب أكثر لأشعر بالأمن أكثر
وأنام .. بعد أن عشت جفاء النوم أعواماً .. !!
أقف على ذلك الجسر المتحرك ..
وأُرغم على السير .. وألتفت بعيون باحثة .. ولكني لا أجدك ..
لأقرر السير .. بقلب لا اشعر بنبضاته ..
وأسير كشخص لا يوجد لديه ما يخسره
أسير مغمضة العينين لاستمد من ملامح طيفك المتلاشية
قوة تساعدني على المواصلة ..