باراك اوباما في القاهرة لمد يد المصالحة الى العالم الاسلامي
منذ 3 ساعة/ساعات
القاهرة (ا ف ب) - وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الى القاهرة الخميس حيث سيلقي خطابا تاريخيا يمد فيه يد المصالحة ل 1,5 مليار مسلم بعد اكثر من ثماني سنوات من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر التي اطلقت بعدها الولايات المتحدة حربا على "الارهاب" دفعتها الى التدخل عسكريا في بلدين اسلاميين هما العراق وافغانستان.
وكان في استقبال اوباما في مطار القاهرة وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط.
وانتقل اوباما على الفور الى قصر القبة في حي مصر الجديدة (شرق العاصمة المصرية) حيث اجرى له الرئيس حسني مبارك مراسم استقبال رسمية.
ووصل اوباما الى القاهرة قادما من السعودية مهد الاسلام ليلقي خطابا في جامعة القاهرة في محاولة لتخفيف العداء الذي يكنه عدد كبير من المسلمين للولايات المتحدة.
وقال كبير مستشاري الرئيس الاميركي ديفيد اكسلرود "لقد حدث شرخ لا يمكن انكاره بين اميركا والعالم الاسلامي".
واضاف ان "هذا الشرخ حدث على مدى سنوات ولن يردم بخطاب واحد وقد لا يردم في عهد ادارة واحدة"، مؤكدا في الوقت نفسه ان "الرئيس يؤمن بقوة في الحوار الصادق والمنفتح".
ويسعى اوباما الى كسب ثقة العالم الاسلامي مجددا في الولايات المتحدة التي تضررت صورتها بشكل خطير بعد تعثر عملية السلام في الشرق الاوسط والحرب في العراق، اضافة الى فضيحة اساءة معاملة المعتقلين في سجن ابو غريب في العراق ومعتقل غوانتانامو.
كما سيتوجه الى الاميركيين الذين ما زالوا تحت صدمة اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 ولا يرون في الدين الاسلامي سوى التطرف.
وعقد الرئيس الاميركي فور وصوله اجتماعا مع مبارك، وسيتوجه بعد ذلك الى منطقة القلعة في قلب القاهرة الاسلامية لزيارة مسجد السلطان حسن قبل ان يذهب الى جامعة القاهرة حيث سيلقي خطابه المنتظر امام اكثر من الفي شخصية مصرية من بينهم معارضون على راسهم رئيس حزب الغد ايمن نور وعشرة من نواب جماعة الاخوان المسلمين، اكبر قوة معارضة في مصر.
وسيستمع نشطاء حقوقيون وممثلون للمجتمع المدني والعديد من المسؤولين الى خطاب الرئيس اوباما داخل قاعة الاحتفالات الكبرى في جامعة القاهرة ولكن الرئيس مبارك لن يكون بين الحضور.
ويتوجه اوباما بعد ذلك بطائرة هليكوبتر الى اهرامات الجيزة حيث سيزور هرم خوفو ومقابر العمال ومنطقة ابو الهول قبل ان يغادر القاهرة التي سيمضي فيها قرابة تسع ساعات.
واحيطت زيارة اوباما للقاهرة باجراءات امنية مشددة وتم اغلاق الشوارع التي سيمر بها موكبه كما طلب الى اصحاب المحال الواقعة في المناطق التي سيتحرك فيها ان يغلقوها طوال الخميس.
وانتشرت اعداد كبيرة من رجال الشرطة في شوارع العاصمة المصرية التي تبادل سكانها النصائح طوال الايام الثلاثة الاخيرة بان يبقوا في البيوت خلال زيارة اوباما.
ولم يغب شبح التطرف عن هذه الزيارة. فعشية الخطاب وبعيد وصول اوباما الى السعودية، وجه زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن رسالة رأى فيها انه يسير على خطى سلفه جورج بوش في "زيادة الاستعداء للمسلمين" وزرع "بذور جديدة لكراهية" حيال الولايات المتحدة.
واعتبر البيت الابيض ان رسالة بن لادن تستهدف صرف الانظار عن خطابه في القاهرة.
وكان اوباما وعد خلال حملته الانتخابية بالتوجه الى العالم الاسلامي مما اثار تكهنات عديدة خصوصا في المنطقة التي يتمتع فيها شخصيا بشعبية تفوق بكثير شعبية بلاده، حسبما كشفت استطلاعات الرأي.
ورغم ان زيارة اوباما اثارت الكثير من التوقعات في العالم العربي، الا انه لن يعرض خطة مفصلة لانهاء النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين على الارجح لكنه سيوجه رسالة مصالحة لطي صفحة عهد جورج بوش.
وقال بن رودس كاتب خطابات اوباما "انه يشعر انه من المهم ان يتحدث بصراحة ووضوح عن مجموعة القضايا العديدة التي سببت توترا بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي".
وفي مسعى لتجنب اي فشل، شدد اكسلرود ومساعدون آخرون للرئيس الاميركي على ان حدثا واحدا منفردا وان كان تاريخيا، لا يمكن ان ينهي عقودا من النزاع والتناقضات في الشرق الاوسط.
وسيتحدث اوباما باسلوبه الخاص عن قصته وعلاقاته الشخصية مع الاسلام وتطلعات السياسة الخارجية الاميركية والوضع في المنطقة التي تشهد حروبا مستمرة.
وباراك اوباما مسيحي تربطه صلات عائلية بالاسلام في كينيا وامضى عدة سنوات من طفولته في اندونيسيا.
وقال مساعدوه انه سيحدد المكاسب والفرص التي تسنح للاسلام واميركا بما في ذلك جهود مكافحة التطرف والحرب في باكستان وافغانستان والعراق والنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.
ويتوقع ان يشير الى البرنامج النووي الايراني كما سيتحدث عن مبادرات في قطاعات الصحة والتعليم والاستثمار في العالم الاسلامي.
وقال اوباما عند توليه مهامه في كانون الثاني/يناير انه يأمل في اطلاق حوار جديد مع العالم الاسلامي على امل انعاش عملية السلام في الشرق الاوسط.
وقد اتصل بعيد ذلك بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ووجه رسالة لا سابق لها الى الايرانيين واكد في تركيا ان الولايات المتحدة ليست في حرب ضد المسلمين ولن تكون كذلك.
ووصل الرئيس الاميركي الى المنطقة بعد خلاف علني مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حول الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية الذي يشكل احد العراقيل في طريق عملية السلام.
وقال مساعدو اوباما انه عمل بنفسه على كتابة الخطاب وشاور اميركيين مسلمين حول مضمونه وكان يدخل تعديلات على مسودته الاخيرة مساء الاربعاء قبل القائه اليوم.
سوف نوفيكم بمزيد من الاخبار
asma