موضوع: رسالة من إمرأة إلى رجل لا يحبها السبت يونيو 13, 2009 3:49 pm
أيها الرجل الذي لا يحبني؛ تذكر دوما و جيدا وبتركيز شديد أنني لم أطالبك بالحب يوما. الحب ياسيدي ليس صدقة ،ليس هبة ولا قربانا . طمئن نفسك بل و أكد لها أنني إمرأة لاتطالب بحقها في الحب منك وحتى من غيرك. الحب عندي ليس هدفا ولا رجاء ا،ليس وردة حمراء وليس عطرا باريسيا ومنديل حرير. لست أرسم له قفصا لاعتقاله ولست أضع له سلما ليتسلق قلبي٠ لست أرمي في طريقه اللمسات وأنثر على شرفاته القبلات. لست أتودد لألاقيه أو أتغنج لأناجيه. الحب عندي سمفونية مختلفة تعزف بكل أوتار القلب وكلمات اللسان وتصرفات الإنسان. الحب عندي مفهوم صعب الإستيعاب ونادرون هم من يفهمون الحب على طريقتي. صدقني إن قلت لك أنني لم أحاول يوما البحث عنهم ,في هذا العالم ,الذي يتوج فيه النرجسيون أنفسهم بأكاليل الحب.
حين أحييك، حين أضبط مزاجيتي، حين أمطرك بحلو المنى لا تخشى شيئا، فلست أرمي الشباك و أضع الطعم لإصطياد قلب جديد فإنني لاأجمع طوابعا بريدية ولا قلوبا بشرية ولا أؤمن بتهيئات المغرمين الذين أسكرهم الهوى . شعر نزار وامرؤ القيس ومجنون ليلى أشربه مع قطعة حلوى، لكن الحب السمفونية أبعد من حكاويهم. لست أخضع حين أمتص الأذى ولست أتقنع حين أرتدي بسماتي و دموعي، لكنني بكل بساطة أحمل بداخلي وجوهي العديدة ولعلمك كثرة الوجوه ليست جنونا ولا نفاقا إنها الرحابة والإتساع والسحر الذي يراه الفضوليون غرابة والمستكشفون لغزا إنها ملامحي المكتملة التي يصعب على الهواة قراءتها. عالمي المليء بوجوهي، بألغازي وسحري لايضيق بك أو غيرك سواء ا جلست آمنا على شطئانه أو شئت الغوص في أعماقه. وماينال الغواص من اليم؟ فهل سمعت يوما عن يم افتقرلأن غواصا دخله؟ أو عن يم بكى الغواصين و المتطفلين؟ سيدي،احتفظ بأحجيات وقوع النساء في حبك على صفحات دفاترك وفي مذكراتك الخفية لكن اعلم أنني لن أكون أقصوصة تتضامن معهن ،لن يكتب اسمي على سجلاتك العاطفية لا بقلمك الذهبي ولا بريشتك التي تقطر غرورا. وإن شاءت الأقدار أن تكتبني فستجدني كل الحب الذي يتجاوز التدوين و التأريخ، ستجدني الإعجاز الذي يعلمك كيف أن الحب كالسماء يتبعك ،وكيف أنه يعتليك حتى حين تحتمي بسقف بيتك أو مظلتك. كما السماء حبي يشملك ويتجاوز أفكارك المسجونة في عقل رجل يقول أنه لا يحبني ,لأنه رجل ناضج يريد تحدي السماء .