جاءته فرصة السفر للعمل بالخارج وحصل علي عقد عمل بإحدي دول الخليج وسافر "سعيد" مثل الكثيرين من أبناء قريته بمركز الفشن ببني سويف.
ترك البيت و"الغيط" وفي ليلة سفره ودع الزوجة والأبناء الذين احتضنوه بالدموع وهم يدعون له بسلامة العودة غانماً بالفلوس ومحملاً بالهدايا من ملابس وأجهزة كهربائية.
طالت رحلة الغربة.. سنة.. سنتين.. ثلاث سنوات انقطعت خلالها أخباره إلا من بعض المكالمات التليفونية التي كان يجريها علي فترات مع الأبناء وبعض الخطابات البريدية وحوالات المبالغ المالية.
بعد سنوات الغربة عاد "سعيد" إلي قريته سعيداً بالعودة إلي أرض المنبت والنشأة حيث الأهل والأقارب والجيران. وبعد أيام من عودته تمني أن يعود إلي غربته حتي لا يسمع ما يقال عن زوجته التي خانت العشرة في غربته ولم تحفظ غيبته ووقعت في غرام أحد الأشخاص بالقرية حتي أصبحت سيرتها وصديقها "النمس" علي كل لسان.
الاشاعات عن خيانة الزوجة أم الأولاد اخترقت آذان الزوج العائد من الغربة فتحركت بداخله شهامة الرجال وطلق الزوجة التي حامت حولها الشبهات.
بعد الطلاق دوت الشائعات التي عكرت صفو ما تبقي فيه من شتات عن علاقة ابنته "البكر" بعشيق الأم.. لم يصدق في البداية فابنته مازالت صغيرة لم تتجاوز ال 16 من عمرها.. ولكن "مفيش دخان من غير نار".. أراد "سعيد" أن يكشف الحقيقة وينتزعها من لسان ابنته.. اختلي بها يسألها عن قصة خيانة أمها وعلاقتها بعشيق الأم!!
لم تستطع الابنة الصمود أمام غضب الأب الثائر حزناً وغيظاً..اعترفت بخطئها مع صديق أمها "النمس" وقررت أنها حملت منه سفاحاً وأجهضت قبل أن تكبر الفضيحة في بطنها.. لم يتمالك الأب غضبه.. خنق ابنته وأطبق عليها ولم يتركها إلا جثة هامدة وأشفي غليل انتقامه بضربها بالفأس علي رأسها وسلم نفسه إلي المباحث.
تفاصيل الجريمة كشفت عنها تحقيقات مصطفي الجاحر وكيل أول نيابة اهناسيا ببني سويف من خلال اعترافات الأب القاتل وتحريات رجال المباحث.. اعترافات تفصيلية باكتشافه خيانة الزوجة وانحراف الابنة في رحلة غيابه فأمر بحبسه و استمرت التحقيقات حتي أصدر المستشار عطية محمد عطية المحامي العام لنيابات بني سويف قراره بإحالته إلي محكمة الجنايات.