بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
عذراً لأني غيرت هذا المثل العربي المشهور، لكنه أنسب وصف يوصف به ضيفي في السطور القادمة..
إنه مشهد يتكرر أمامنا بشكل شبه يومي.. إن لم يكن يومي، المكان: المجمعات التجارية الكبرى والأسواق العامة، إنه مشهد عرض النساء مفاتنهنّ أمام الملأ فالناظر للوهلة الأول يتساءل ماذا حدث للناس؟ هل بالفعل ترحَّلت الغيرة من قلوب المسلمين، كيف يحدث هذا وهي أصلاً خصلة كانت موجدة قبل الإسلام وأتى الإسلام ورشدّها.
فذلك الرجل الذي يكون في بيته كالأسد في عرينه، تارة يصرخ على هذا الطفل.. وتارة أخرى يشتم الزوجة - مع خطأ هذا التصرف - يتحول سريعاً إلى رجل أليف في السوق، لا يتقن إلا فن التبعية وراء محارمه..
فلا ينكر منكراً في ألبستهم أو توجيهاً في طريقة قضاء حوائجهم بكل أدب وفضيلة، وإنما هو كما ذكرت آنفاً يتحول إلى الزوج أو الأب أو الأخ المطيع، ومن عجائب هذا الشخص أيضاً أنه ترى عندما يذكر اسم محرمه - على سبيل الذكر فقط - يتصبب عرقاً وتحمرُّ وجنتاه ويحني رأسه خجلاً..
بينما في السوق يعرض أجساد من هو مسئول عنهم يوم القيامة على الملأ وبدون أي غيرة أو خجل.. إننا بحاجة إلى إرجاع الفطرة السوية (فطرة الغيرة) قبل أن تموت، وصدق ابن القيم - رحمه الله - حين قال: " إذا ترحلت الغيرة من القلب.. ترحلت المحبة.. بل يرحل الدين كله "
واختم بهذه القصة لأعرابي في الجاهلية.. عندما زفت إليه عروسه على فرس ولما وصلت إليه قام وعقر تلك الفرس التي ركبت عليها الزوجة فتعجب الناس من حوله وسألوه عن سر عمله، فقال لهم: خشيت أن يركب السائس.. مكان جلوس زوجتي ولا يزال مكانها دافئ ؟
فيا ترى.. فهل سيكون هذا الأعرابي أشد غيرة منك؟
إشراقه:أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمالِ