كيف يظهر عزرائيل (ع) عند قبض الروح ؟
يختلف مظهر عزرائيل (ع) عند قبضه روح المحتضر من هيئة إلى أخرى ، فحسب إحدى
الروايات يبدو أن إبراهيم الخليل (ع) أراد أن يرى عزرائيل على الهيئة التي يقبض فيها أرواح الكفار .
فقال له عزرائيل (ع) : لا طاقة لك على ذلك .
فقال إبراهيم (ع) : أحب أن أرى ذلك .
فشاهد عزرائيل على هيئة رجل أسود ، شعره واقف ، رائحته نتنة ،، لبس السواد ، تخرج النار والدخان من فمه ومنخره .
فأغمي على إبراهيم (ع) لتلك الرؤية ، ولما عاد إلى وعيه قال : لو لم يكن للكافر أي عذاب لكفاه
عذاب رؤيتك على هذه الحال . ولو لم يكن للمؤمن أي ثواب لكفاه ثواب رؤيتك على الحال الت تقبض فيها روحه .
كيف يسلم المؤمن والكافر روحه ، وهل من فرق بينهما ؟
سهولة وصعوبة تسليم الروح لا تختص بأي منهما ، فلا كل
مؤمن يسلم روحه بسهولة ، وراحة ، ولا كل كافر يسلمها بصعوبة . بل إن الله
(سبحانه وتعالى) يشمل كثيرا من المؤمنين بلطفه فيصعب عليهم قبض أرواحهم
تكفيرا منه لذنوبهم ، فبما أن المؤمن سيغادر الدنيا عند قبض روحه ، فلا بد
من تطهيرة وإصلاحه قبل خروج روحه . أما قبض روح الكافر فهو بوابة إلى
النار وبداية عذابه ، وقد ينزع كافر أو فاسق روحه بسهولة وراحة ، ذلك لأنه
وإن كان من أهل العذاب ، لكنه يوفى حساب مافعله في الدنيا من حسنات بسهولة
النزع . فقد يكون أنفق في حياته ، أو ساعد مظلوما أو غير ذلك من أعمال
حسنة ، فيكون قبض روحه هينا عليه كأجر له على مافعل من خير ، وليقدم على
الآخرة وليس له ثواب ، فيدخل النار .
وفي الحقيقة فإن قبض روح الكافر سهلا كان أم صعبا ،
فإنه بداية سوء حظه وسوء عاقبته ، وقبض روح المؤمن سهلا كان أم صعبا ،
فإنه بداية نعيمه وسعادته . لهذا فإن سهولة القبض وصعوبته لا تتشمل صنفا
خاصا من الناس .
ما الحكمة من سؤال القبر ، إذا كان الله (سبحانه وتعالى)عالم بحال المؤمن والكافر ؟
سؤال القبر وجوابه بداية النعيم للمؤمن ، وفيه لذة
وراحة للمؤمن ، فتكون حاله كحال الطفل في المدرسة عندما يدرس درسه جيدا ،
فإنه يسر إذا ما سئل عنه ، فيسر المؤمن من سؤال عن ربه ، ليشهد بوحدانية
ربه باطمئنان كامل .
وفي المقابل فإن سؤال القبر بالنسبة للكافر بداية سوء الحظ والعذاب .
ما اسم الملكين الموكلين بسؤال القبر ؟
اسمهما بالنسبة للمؤمن فهو (بشير )و( مبشر) ويأتيانه
بهيئة حسنة تشغف قلبه ، تفوح منهما رائحة وورد الجنة ورياحينها ، فينال
المؤمن لذة من النظر إليهما .
أما بالنسبة للكافر فإسمهما (نكير) و ( منكر)
ويأتيانه بصوت راعد صاعق ، وتتلضى النار من عيونهما ، وشعرهما متدليا إلى
الأرض ، وأشكالهما مخيفة مرعبة ، فيرعب الكافر من رؤيتهما .
من لم يدفن في أرض وتراب فهل يشهد ضغطة القبر ؟
سئل الإمام الرضا (عليه السلام) عن من
يشنق إن كان يشمله عذاب القبر (فقد كان في الماضي لا ينزل جسد بعض
المشنوقين ، بل يبقى معلقا في المشنقة ، كما حدث مع زيد بن علي بن الحسين
الشهيد الذي بقي معلقا عل المشنقة ثلاث سنوات ) ويستفاد من جوابه (ع) إن
الله (سبحانه وتعالى ) يأمر الهواء بالضغط عليه إن كان مستحقا لذلك .
ويستفاد من رواية أخرى عن الصادق (ع) أن ضغطة الهواء أشد من ضغطة القبر ، وكذا ماء البحر بالنسبة للغريق .
ما سبب ضغطة القبر ؟
من جملة أسباب ضغطة القبر : تضييع النعم الإلهية
وكفرانها ، سوء الخلق وبذاءة اللسان مع العائلة ، التهاون بنجاسة البول ،
التهمة والغيبة .
كم مرة يلقن الميت ؟
يلقن الميت ثلاث مرات : عند موته ، وعند دفنه ، وبعد دفنه .
من هم الآمنون من عذاب القبر ، وضغطه ، وعذاب البرزخ ؟
يظهر من روايات أهل البيت (عليهم السلام ) إن من جملة المبشرين بالأمان من عذاب القبر وضغطه وعذاب البرزخ :
1- الملقن الذي لقن التلقين الثالث .
2- من مات بين ظهري الخميس والجمعة ، فيكون قد غادر الدنيا مع نزول رحمة الله ، فورد على بساط الله .
3- من وضع إلى جانبه في القبر جريد التين ، فقد روي أنه يمنع عذاب القبر ، وجريد النخل خير منه ، ويجب أن يكون غصنا أخضرا
4- شهادة أربعين شخص أوأكثر بحسن سيرة الميت ، وطلب المغفرة له .
5- وضع تربة أبي عبد الله الحسين (ع) في القبر والكفن ، وكذا المسح بها على جبهة الميت ، وباطن كفيه .
6- أعمال الخير التي تؤدى نيابة عن الميت في هذه الدنيا ، فإنها من الأمور
النافعة في عالم البرزخ والقيامة ، أو إهداء ثواب أعمال الخير للميت ،
وأفضلها أداء دينه ، وقضاء ما فاته من الصلاة والصيام والحج الواجب وما
شابه ، والتصدق عنه في سبيل الله ، والدعاء وطلب المغفرة له .