ما بالك أيها القلم لما لا تريد الكتابة
لما أنت مكتئب تخرج الحروف من شفاهي
لكنك لا تكتبها تحاول مرارا نعتي بالفاشلة لما
ساعدني يا قلمي أرجوك عد للكتابة عد
صفحاتي أصبحت فارغة لساني أصبح يعجز شيئاً فشيء
قلبي توقف عن نبض الكلمات
حين كنت أكتب كانت الحروف تخرج مع كل دقة من قلبي
أما الآن تمردت عليَ أيها القلم فأصبح لا يعجبك شيء
أصبحت كلماتي مبعثرة حرف هنا وحرف هناك
أحاول أن ألملمها لكنك تبعثرها وتخفي ملامح جمالها
لطالما كنت رفيقي في السراء والضراء
أجدك اليوم حزين
لأنظر إليه أجده يتكلم بصوت حزين منخفض
أنا لم أتخلى عنك ولكن لمن تكتبين لمن تملئي صفحاتك الفارغة
فلا أحد يقرأ لا أحد يهتم لمن تكتبين لمن تخرجين ما بداخلك
فما الكتابة من غير قاريء لما المغنى من غير أذن صاغية له
نظرت إليه فقلت له صدقت يا قلمي
تغلبت عليَ لقد أحسنت الإجابة
ولكنك لو دققت بما أكتب لرأيت كتاباتي
فأنا أكتب لمجهول ألملم كلماتي لذاك المصير المجهول
فهذه الكتابات ستكون ماض جميل وحاضر أجمل
ستكون هذه الكلمات هويتي التي تدل عليَ يوماً ما
فكم من كاتب مات لكنه لم يمت لأنه ترك وراءه
بعض الحروف ولا زالت الشفاه ترددها
ساعدني وتعالى لتلك الأصابع التي لطالما احتضنتك
هيا فمعاً سنكتمل فأنا دونك لاشيء
لأراه بين أحضان يدي بابتساماته الرقيقة
معك لأخر جملة لأخر حرف فلن أخذلك يوماً
وعادت الحروف تلملم نفسها وعاد القلب ينبض بأجمل الكلمات
فلو كانت الحياة وردة لنجح الجميع باستنشاق رائحتها