من يستحق هذه الوردة
كنت في حياتي عابثا , لا يهمني الا مرضات نفسي , كانت النفس تطب و انا أقول لها لبيك , و كانت هموم الدنيا هي كيف ارضي هذه التفس الأمارة بالسوء .
و لكن ما كنت راضيا , و حينما أكون وحيدا أكلم نفسي قائلا لماذا ؟؟؟
فالجواب يكون اذا لماذا ؟؟؟
و لكن في يوم التقيتها , نظرت بسمتها الخلابة , نظرت وجهها البريء الذي يتسم بالمحبة و الأمل , فاذا هي تنظر الي و تحمل وردة , فما تكلمت و ما تحركت , و بت أنظر اليها حتى أتيتها بسؤالي الفضولي , و
قلت: ألف سلام
فقالت : ألف سلام اليك
فقلت لها ما بالك
فقالت: أحمل وردة و لكني لا أدري لمن أعطيها
فقلت لها : انك تنظرين الي لعها لي
فقالت:انك لا تستحقها
فما حزنت و لكن انتابني الفضول , و أصبحت بشوق أتساءل اذا من يستحقها , اذا كنت انا لا أستحقها اذا من هو الشخص الذي يستحقها , و بات تفكيري يأخذني يوميا , و حين أتاني فضولي اليها ثانية فسألتها : اذا لمن هذه الوردة
قالت: لم اعرف هل تعرف انت
قلت : أنت قلت لي اني لا أستحقها
فقالت: نعم ما زلت لا تستحقها
فقلت لها : متى أستحقها
فقالت : حينما تكون قادرا على أن تبقيها حية الى يوم الدين
فقلت لها : و لكن انا فان و الكل فان
فقالت : و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاحسان
و هنا عدت خائبا , و لم أشفي الفضول الذي انتابني , و كنت أريد أن أعرف لمن هي , و لكن بت أود أن أعرف لم أنا لا أستحقها .
فعدت اليها سائلا : كيف ستحمينها الى يوم الدين
فقالت:حينما أعطيها لمن يستحقها
فقلت لها : هاتها و أحميها الى يوم رحيلي لأعطيها الى شخص يحميها عني
فقالت : و هل تعلم بأي أرض تموت ؟؟؟
ما عدت مدركا الحل بعدها , أنظر اليها أستغربها , و انظر الى الوردة بلهفة و أتنى ان أستحقها و لكني لا أعلم كيف !!!
فعاودتها و سألتها : لمن هذه الوردة
فقالت لي : انك لحوح و لكنك و الله لا تستحقها
فقلت لها : و الله أعلم و لكن لماذا ؟؟؟
فقالت:ألم أقل لك لأنك لن تحافظ عليها الى يوم الدين
فقلت:لها اذا لمن هي و ما صفات من يستحقها ؟؟؟
فقالت : الى رجل و لا كل الرجال , الى محب بات رهن صوت ينادي أين حبيبتي , الى رجل أباه الحنين على فراق حب حياته , الى رجل ما هان عليه أن يرى محبوبته تبكي و هو عاجز عن مسح دموعها .
فقلت: صفات رائعة و لكن كيف يحميها الى يوم الدين ؟
فقالت : ان حنينه يأخذه الى محبوبته , فيقول لها لبيك يا فلسطين الفداء , لبيك يا من عشقت هواك
لبيك يا من ذبحت و انا أنظر , لبيك يا من لأجلك ظرفت الدوع , لبيك لبيك ...
فذهلت الى ما سمعت , و باتت عيناي تبكيان أسى على صرخات لبيك يا فلسطين من صوتها الحنون الراقي,و قلت في نفسي أريدها , أريد الوردة مهما كان الثمن .
فنظرت لي و قالت : لا تحزن كلامي جارح و لكني نزفت كثيرا , و طالما حلمت أن أحمي هذه الوردة .
فقالت بعد ما رأت صمتي : ان هذا الرجل يحمل عزّا و لا كل الرجال , هو من يستحقها , و ان لاقيته يوما , سأعطيه اياها , فيزرها في قلبه لتحيا بنبض الحياة الذي يحيى به , فيحملها في قلبه و يثور الى الأقصى الأسير ببندقيته , ليحارب أعداء الله , فيسقط شهيدا .
فقلت لها بصوت خفيف و نظرات حائرة : و لكنه ما حافظ عليها الى يوم الدين ؟؟
فقالت لي : لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون .
فقلت لها : صدق الله العظيم
فنظرت لي متبسمة وقالت : أراك غير ما كنت عليه سابقا
فقلت لها : أريدها
فقالت : و لكنك ..
و لكن سرعان ما صمتت و نظر الى عيني , فقالت بدهشة , اني لأرى فيك عزا ما رأيته بأحد , و انك لست ككل الرجال .
فقلت لها : أريدها
فقالت : و لكنك ...
و سرعان ما صمتت ثانية و قالت و هي تبكي دموع عز , هل أنت تستحقها ؟؟؟
فقلت لها بلهفة : انا لا أستحقها حينما كنت , و لكن الآن انا سأسعى لها , و عهدا و وعدا صادقا حينما
تريني المرة القادمة , سأكون من يستحقها .
و ركضت الى الأفق البعيد مناديا , اللهم ثبتني على ما أنا عليه
و ما تركت صلاة , و ما عدت عابثا , انما أصبحت شبلا يسعى الى مسح دموع الأقصى الحزين , و عاودتها بلهفة , فنظرتها صامتا .
فقالت لي : و هي تقترب مني اليك وردتي
فقلت لها : و اليك وصيتي
قالت : الآن أنا ارتحت من عذاب السنين , و الآن بات جرحي يطيب
فقلت لها : لماذا ؟؟؟
فقالت : لأن الأقصى ناداني لأنادي , فأهداني لأهدي .
فقلت : لبيك يا رب العالمين , تريدني مجاهدا مدافعا عن ديني و اسلامي و أرضي و مقدساتي
اذا انا هكذا , اني أبيع لك الروح رخيصة فداء للاسلام و الأقصى .
فقلت لها : ألف سلام الى من ايقظني
و الآن ما زلت أحمل عهدا , و أحميه الى يوم الدين , و لن أنساه و لو طالت السنين , فأنا متّ و لكن الشهيد لا يموت , اذا أنا برحمة الخالق الودود
*********************************
اخوان هذه هي الروح الأبية , فهل نحن لها دوما ام انها كلام ننسجه يوميا لننساه ؟؟؟
كل واحد منا يتمنى هذه الوردة
و لكن من لا يتمناها فاليذهب الى أحضان بني صهيون
كل واحد منا يتمنى أن يكون للأقصى مهرا و فداء
و لكن من لا يتمنى فاليذهب الى أحضان المال و ثروات الدنيا
أما الآن أنت أيها القارئ , ماذا تريد ؟؟؟؟؟
ما هي مخططات جوارحك ؟؟؟؟
ما هي الروح التي تحملها ؟؟؟
هل ينظر كل منا الا التلفاز يوميا ليرى الكرامة تهان في عكا
هل نرى الاسلام يهان في العراق
هل نرى الرسول يهان في الدانيمرك
هل نرى الشهيد يهان بلسان الخنزير بوش
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ألا نشعر بالاهانة ؟؟؟ ألا نشعر بأننا أدنى من أن نكون أمة تدافع عن دين الحق ؟؟؟
انا أقول نعم
نحن ادنى من نكون أمة تدافع عن الحق و الاسلام
و لا نستحق
و من كان له غير رأيي فاليحاورني
و ليقنعني بغير ذلك
و من كان معي برأيي فاليخبرني ما الحل
و من كان لا يريد ان يكون معي أو حتي مخالفا لي , فاليدلي بضعفه و تقهقره
و تحيتي لكل المجاهدين على أرض الاسراء
تحيتي للشهداء والراحلين