قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة الدكتورة إيناس رأفت السعيد -المدرس المساعد بمعهد بحوث صحة الحيوان- بالحبس سنة مع النفاذ لاتهامها بالتزوير في بطاقتها الشخصية بأن انتحلت شخصية فتاة مسيحية متوفاة، وحاولت الهرب خارج البلاد.
كما عاقبت المحكمة المتهم بشري سمير نوار رزق "هارب" بذات العقوبة لدوره في مساعدة المتهمة في استخراج البطاقة المزورة.
كشفت أوراق القضية أن المتهمة تنصرت منذ 10 أعوام، واختفت من منزل أسرتها بالمنصورة؛ فقامت والدتها بالإبلاغ عن اختفائها، ولم تتمكن الشرطة من معرفة سبب اختفائها طيلة هذه السنوات؛ حتى اكتشفت مصلحة الأحوال المدنية تزويرها بطاقتها الشخصية، وحاولت المباحث القبض عليها؛ ولكن لم تعثر عليها، ولدى توجه المتهمة إلى مطار القاهرة للهرب إلى دولة جنوب أفريقيا ألقت أجهزة الأمن القبض عليها، وأبلغتها أنها متهمة في قضية تزوير، ومطلوبة للمحاكمة، وفي أولى جلسات محاكمتها أمس الأول عاقبتها المحكمة بالحبس سنة مع النفاذ، واقتادها حرس المحكمة إلى سجن القناطر لتنفيذ العقوبة.
أوضحت تحقيقات نيابة غرب القاهرة أن المقدم سالم إبراهيم بمباحث الأحوال المدنية حرر محضر تحريات أثبت فيه أنه تلقى معلومات من إدارة الحاسب الآلي بالمصلحة تفيد بوجود صورة لفتاة واحدة على بطاقتين مختلفتين؛ الأولى لفتاة مسلمة تدعى إيناس رأفت، مسلمة الديانة من محافظة الدقهلية، والبطاقة الثانية بذات الصورة لفتاة تدعى شيرين سمير نوار رزق، مسيحية الديانة، مقيمة في إمبابة.
وأضاف محضر التحريات أنه بالبحث تبين أن الفتاة مسيحية الديانة متوفاة منذ عام 1980، وتم استخراج شهادة وفاة لها، وعليه فإن استخراج بطاقة رقم قومي باسمها تزوير في أوراق رسمية.
وأوضح المحضر أنه بضم استمارات استخراج البطاقتين تبين أن المتهمة استخرجت بطاقة الرقم القومي مرتين باسمها الحقيقي وديانتها الإسلامية، وفي المرة الثالثة حضرت مع المتهم بشري سمير نوار وانتحلت شخصية شقيقته المتوفاة، وطلبت استخراج بطاقة رقم قومي لأول مرة، وقام المتهم بالتوقيع على الاستمارة بصحة بياناتها، وأن المتهمة شقيقته، وتحمله المسئولية إذا ظهر خلاف ذلك.
وبعد أسبوعين حضرت الفتاة وتسلمت بطاقتها الشخصية الجديدة بالاسم المسيحي، وعندما علمت أن مصلحة الأحوال المدنية اكتشفت الواقعة، هربت في إحدى الشقق بالعباسية، وظلت المباحث تبحث عنها، والتقت والدتها التي أبلغت المباحث أن ابنتها اختفت منذ عشر سنوات، ولا تعرف مصيرها.
باشرت النيابة التحقيقات، واتضح أن المتهمة حاصلة على بكالوريوس طب بيطري، وحصلت على الماجستير، وتعمل في معهد بحوث الحيوان، وتقدمت لنيل الدكتوراه في موضوع "التلوث في المزارع السمكية وأثره على الأسماك"، ولكنها حصلت على إجازة بدون راتب من عملها، ولم تستكمل الإجراءات اللازمة لنيل الدكتوراه.
قررت النيابة إحالة المتهميْن للمحاكمة غيابيا، وحدد القاضي -انتصار نسيم- رئيس محكمة استئناف القاهرة جلسة أمس الأول لبدء محاكمتهما، وفور علم المتهمة بذلك توجهت إلى مطار القاهرة للهرب إلى جنوب أفريقا؛ ولكن الشرطة ألقت القبض عليها، وأحضرتها جلسة المحاكمة؛ حيث صدر حكم بحبسها سنة