فـُصُولُ الرَحِيل ِ كُل شيءٍ يبدو باردا ً كُلّ ماحولي يركعُ ببرودٍ يتسمر ...يرتل ويتغطى ببرود كأنهُ امتطى فرس الشتاء ِ في ذروةِ الصيف تراهُ تكتلَ فوق الارضية المخملية كقطعٍ تَرَكَتْ حالة السيلان الى الانجماد
ثلوج تتدفقُ بلا سحب تناثَرَها الخيال بين الدروب بينما أنتظر ببرود يُغطـّي اللهب تلك التحركات شيءٌ ما يسير ببطء مذوباً كلّ ذاك الجليد بحرارة عينيه فيغدو ربيعا يُشَتِتُ الجموع الملقاة على لوائح الانتظار معلناَ " حـَانَ الرَحِيل "
تلمحه يتدفق ببطء عميق... يُجافي الزهر لتورد وجنتيه شوقاً في الربيع ِ يُزهِرُ يزهرُ كالربيع وروداَ لاتكادُ تراها إلا حين انجلاء الاخير بين أحضان الصيف ولهيب ألاشعة الذهبية وتَبَخُر الدماء من العروق كما يتبخر ماء البحر هكذا ... ببساطة معلناً " حـَانَ الرَحِيل"
يهتفُ لأوراقِِِِ الشجر حينما يَرْقَبُها متساقطة ً أيُها الأسرع بأجتيازِ الخط الاخضر واهية ً الى بيداءٍ ليس لأروِقَتها بداية كما وليست النهاية ُ أفضلَ خيارٍ لها
هناك حيث تـَطـّلِعٍُ عيناه على الشجر لـِمَ تَبَرَأ من ورقه؟ ما رافقه ُطيلةَ الثلاثةِ فصول ماضية علم أن مارآه مرآة للحقيقة!!! الورق أخذ مسلكه وإختار كما فعل هو رحل في كل فصل وخط بدمه ثلجاً أشعل نيران الصحاري وشعـّثَّ جدائلَ النُهى هائما بين ألاخيلة حيث لاوجود لما أطلق عليه ماضياً حياة ...
رفع راية الاستسلام لينحني منكسراَ كعود الخيزران أمام نسيمٍ ما لبث السكون بعد هبوبه لِتَظُنَه ماكان هو الذي كان هكذا ... ببساطة لانه اختار الرحيل
حيث لا وجود للموجود لاسكون لما يقال عنه الليل! لاضوء لما يقال عنه النهار! لازرقة لما يقال أنه بحر! لاخضرة لما يقال انه عشب! لا اوراق لما يقال انه كتاب! لااقدام لمن يقال عنه يتحرك! لادموع لمن يقال عنه يبكي! لا اختيارات لما يقال عنه سيختار! لامطر لما يقال عنه ماءٌ هطل من السحب! لاضحكات لما يقال عنه براءة! لا ألوان لما يقال أنه ورد! لاهواء لمن يقال انه يتنفس! لاأبيات لمن يقال أنه خط القصائد! ليجد ذاك - كله- في عالمه الراضخ للأستسلام لأنه هكذا ... ببساطة اعلن"حـَانَ الرَحِيل"
مع كل فصل أسدل ستارهُ عمداً بلا تغيير لكنه وجد ذاك الكم الهائل وغيره اللامذكور وحده فلم يكن له في عالمي وجود هكذا رحل مع آخر ورقةٍ سمح لها الخريف بالذهاب بلا وداع...بلا كلمات بلا لقاء ...بلا عودة