موضوع: سلاح التلميذ الجمعة نوفمبر 13, 2009 2:50 pm
سلاح التلميذ
أيام زمان كان يباع في المكتبات مذكرة تسمى " سلاح التلميذ" وكانت عبارة عن أسئلة وأجوبة نموذجية عن امتحانات عدة سنوات مضت وفي كل المواد، وكانت بمثابة سلاح الطلاب – المجازي - في مواجهة معركة الاختبارات المدرسية التي كانت دائما وأبدا تخلف ضحايا ولكن للأسف من جانب الطلاب فقط . . معركة خاسرة لأغلب التلاميذ ، وبعد الاختبار ترى الإصابات المختلفة فمنهم من اسود وجهه بعدما " عك ولخبط الدنيا" ،وآخرين مزقوا الكتب بعد الانتهاء وبعضهم قد أصيب "بعدة أسئلة طائشة" في نفسيته فقرر عدم إكمال المشوار التعليمي الطويل والممل وفضل البطالة القريبة على إكمال التعليم والتعب والمصاريف ثم وفي النهاية بطالة أيضا فأخذها من "قصيرها" وتقاعد مبكرا من التلمذة ، أما القلة القليلة الباقية اجتازت الاختبارات بنجاح وأصابت الأسئلة في مقتل والفضل يرجع إلى " سلاح التلميذ" ومفعوله الأكيد ، والمصاب هذه المرة المدرسين "المفترين" واضعي الأسئلة. يا ترى ما شعورهم عندما وجدوا أن هناك من فهم الأسئلة بل وأجاب عليها والغريب أن الإجابة كانت صحيحة . . . أكيد نقلوهم الإنعاش.
أما الآن وبعد التقدم العلمي فقد تطور "سلاح التلميذ" بعد عقود من الخوف والقهر من المدرسة وأصبح سلاحا فعليا بالمعنى الحقيقي للكلمة ، فقد استخدم السلاح الأبيض والسيوف والمطاوي وحتى المسدسات والأسلحة الآلية داخل المدارس وصار لها مكان جنبا بجنب مع الأدوات الهندسية وعلبة الإفطار داخل الحقيبة المدرسية.
انتشرت في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية كل هذه الأنواع من الأسلحة لدى طلبة المدارس لدرجة انه عند بوابة الدخول لكل مدرسة هناك أجهزة للكشف عن المعادن والأسلحة كتلك الموجودة في المطارات. ويا ويله ويا سواد ليله المدرس الذي يقول "بم" أو تكون اختباراته فوق مستوى الطالب " المولود حديثا "، على الأقل سوف ينام في غرفة الإنعاش في ليلته " الهباب" تلك.
وبما أننا والحمد لله مازلنا من العالم الثالث ووصول التكنولوجيا عندنا يأخذ وقتا فقد وصلتنا حتى الآن الأسلحة البيضاء كالسكاكين والمطاوي. . . ويحمد الله الكثير من المدرسين على ذلك وإلا وجدنا على كل باب مدرسة قوات كوماندوز لحماية الهيئة التعليمية ، ودبابة لإيصال مدير المدرسة لبيته.
فحاذري أيها المعلمون من غضب أطفال الـ " كي جي تو" ، ودمتم سالمين من أسلحة التلاميذ .
التخلف عن التكنولوجيا تاج على رؤوسنا . . . أحيانا.