الطبيب
من الأدب التركي
الاستاذ جنيد السعاوي
ترجمة اورخان محمد عليقال الرجل للطبيب الشاب الواقف قرب سريره :
-
ليرض الله عنك يابني !... لن أنسى ما حييت انك جئت من خارج القطر لكي
تعالجني ... لن أنسى ذلك .
كان
الرجل الذي أٌجريت له العملية رئيس الأطباء في مستشفى مشهور . عندما أشتد
به المرض الذي لم يكن في الامكان علاجه الا في الخارج ، كانت قناعة أصدقائه
من الأطباء انه لا يتحمل السفر إلى الخارج ، لذا قرروا اجراء العملية
بأنفسهم على الرغم من وجود أمل قليل في نجاحها ، ولكن هذا الطبيب الشاب
الذي كان يعّد من أشهر الأخصائيين في هذا الموضوع هب لنجدتهم وحضر وأجرى
العملية بنفسه ، ولا يدري كيف وممن سمع خبر مرض رئيس الأطباء ، لم يكن
الطبيب العجوز يعرف كيف يستطيع مجازاة هذا الصنيع وكيف يشكر هذا الطبيب
الشاب ... كان يمسك بيد الطبيب الشاب بقوة وهو يتحدث فرحاً لعودته إلى
الحياة :
-
قبيل قيامكم بتخديري رجعت بي الذكريات إلى سنوات الشباب ... كنت لا أزال
طبيبا شابا لا أملك تجارب كثيرة ، حتى انني علمت بأن الجنين لأحدى الأمهات
الحاملات سيولد بعاهة فكرت بأن من الأفضل أن أقضي على الجنين لأخلصه من
معاناة كبيرة في الحياة ، ولكني عندما سمعت دقات قلبه لم يطاوعني قلبي على
ذلك . لذا فانني أعتقد بانني بقيامي بانقاذ ذلك الطفل على الرغم من الوحوش
الذين يقومون بعمليات الإجهاض للأطفال الأصحاء بحجة ما يطلقون عليه أسم "
تخطيط العائلة " فان الله تعإلى ارسلك لإنقاذي .
كانت يداه تقبضان على يدي الطبيب بعاطفة لا توجد الا بين
أب وابنه ، بعد فترة خلَص الشاب يديه ثم خطا قليلاً إلى الوراء وأشار إلى
رجليه الصناعيتين أعتباراً من الفخذ وقال مبتسما :
- لا
ينسى الله أي معروف ياسيدي! ... انني أنا الطفل إلى أنقذت حياته .