بينما
انا جالسة على حافة الصخرة اتأمل سكون البحر , وهدوءه وانعكاس ضوء القمر
على سطح مياهــه ، يــــاله من سكــــون غريب وصمت مخيف ...!!
احدث نفسي واتســــأل ما سررررر هذا الهدوء ؟ ماسر هذا الصمت المخيف ؟
ليل حالك السواد... قمر مضيء في السماء ... أمواج هادئة ....
أتراه هدوء ما قبل العاصفة كما يقولون ؟؟
لا أعلم.... و لا أريد أن أعلم .. يكفيني أني أتأمله ....
فجأأأأأأة سمعت همس التفت يمنة ويسرة .. ابحث عن مصدر هذا الهمس ... أود
أن اعرف من اين ياتي ... ولكن لم اجد احـــــدأ .... فظننت أنه مجرد وهم
اذ ان المكان لايوجد به احد غيري ....
عـــــــاد الهمس من جديد وحين وددت أن ابحث عنه...فإذا بصاحب هذا الهمس
يقول : أنــــا هنـــا . نظرت فلم اجد احدا .قال لي : أنا هنا أمامك .
نظرت فلم اجد امامي احد سوى البحر . فقلت : من أنت ؟؟ . همس قائلا : أنا
البحر .
تفــــاجــــأأأأأة وقلت وانا متفاجاة بشدة : انت البحــــــــررررر .
قال : نعـــــــم أنا البحر .
قلت : ولكن كيف تحدثني و البحر لا يتكلم .
قـــــــال لي : اني أحدث خيالك .
سكت قليــــلا ثم قلت له : مــــاذا تريد ؟؟ رد علي قائلا : كنت اراكي و
انت تتأمليني تنظرين الي وفي عينيك حزن وألـــــــــم بصمت عميق ... عيناك
تذرف الدمـــوع ... كنت أتــــألم حينما انظر اليك في كل مرة تزوريني فيها
ارى الحزن والألم والعذاب ... كنت استغرب لحالك فتاة في عمر الزهور من
ينظر لعينيها يستطيع ان يرى مدى الحزن والعذاب ...
لمـــــا الحــــزن ؟ لمــــا الألــــــم ؟لمـــــــــــــا عيناك تذرف
الدموع ؟
دموعا تصف حال قلب يتألم يعاني ويتعذب بصمت مــــا الذي اصابك ؟ اخبريني
...لربما ارتاح قلبك من هذا الألم وامعاناة استطيع ان اساعدك بسماعي لما
تقولين فلا يوجد احدا معنا الا اللـــــه ....
نـــــــظرت اليـــــــه وكنت بحالة صمت عميق , ثم تنهدت بعمق
والـــــــم ..
و قلت له : لماذا قلبت مواجع قلبي و أحزانه .... دع ما في قلبي وشأنه
...لا اود ان ابوح واخبر احدا بما في قلبي ...فأنا لا اود ان اعذب احد معي
...
عاتبني قائلا : ما بالك يافتاة استطيع ان اتحمل كل الأمـــــك وأحزانك .
قلت له : لا احد يستطيع ان يتحمل ما بقلبي من احزان و الآم ومعاناة . سمعت
صوت أمواجه تتحرك بغضب فقلت له : مابك مالذي حدث قال لي : انا البحر صديق و
رفيق العشاق والمحبين و من يتالم لفراق حبيبه اومن يعاني استطيع ان اساعدك
فأنا محتار في امرك فمثلك لا بد ان يستمتع بحياته لا أن يعيش الحزن
والألــــــــم ... لا أن تكون الدموع رفيقه عندما تنظرين الي والدموع
بعيناك والآهــــــــات تصدر منك احس بحجم معناتك .
حدقت به وقلت : استميحك عذرا ايها البحر فأنا لا أود أن ابحث بصفحات
الألــــم والعذاب والجروح لكني أعدك ان اخبرك بكل شيء فيما بعد . بعدها
رحلت ولم التفت ورائي ... رحلت وقد تركته في حيرة من حديثي معه .. رحلت وقد
احيا جراحا و احزانا دفنها الزمان .. رحلت وقلبي المتعذب ينزف الما رحلت
وقد اتخذت قرار بأني لن أعود له مرة اخـــرى لانه ينتظر مني اجابات على
اسئلته ... فسامحني ايها البحر لأني لن أعود لك ..
تحياتي