مدخل
لـِ العشق
أنفاس .. تتسلّق جُدر القلب بـِ رهبة
وترتع في
أمصار الروح بـِ جموح
وأنـ
يُكتب العشق على الورقـ فذاكـ وحده كفيلُ بـِ إنتزاع
إحساسٍ
جاثمٍ بين أقبية صدورنا يتخّفى وراء أقنعة الكتمان !!
أدعوكم
اليوم إلى رحلةٍ غرائبية
شراعها
العشق بـِ جنون .. ومركبها الحروف المستحيلة
ورُكابها
أنتم وأنا .. وكل من يسقط صريعاً أمام همسة حب !
كثيرةٌ هي أوراقـ الصبابة التي خطّها العُشاق على مر العصور
وكل منها
له خصوصية تُميزه عن غيره
ولكنـ ..
عندما
يكون العاشق /غسّان كنفاني /
فـ للعشق
وقتها مذاقٌ غير مُعتاد
ونكهة
مبٌهرة ترهف لها سائر الحواس
الكاتب
الفلسطيني الشهيد غسّان كنفاني رجلٌ حمل على كاهله أوجاع وطنٍ بـِ أكمله
رجل
النضال والكفاح الذي لم يكن ضعف صحته لـِ يُقعده عن التصدّي لـِ الإحتلال
بل كان
رمزاً تاريخياً لِـ كل الفلسطينين
ذاكـ
الرجل الأسطورة الذي أحب / غادة السمّان /
وبثها
لواعج الغرام عبر 12 رسالة تنضح بـِ العشق
وتذوب من
حرارتها جبال الصقيع التي غلّفت قلوباً أنكرت الحب
فـ في
الذكرى العشرين لـِ إستشهاد غسان كنفاني
قامت
الكاتبة السورية غادة السمّان بنشر رسائله التي أضافت بُعداً إنسانياً لـِ
شخصية المُناضل
فنفت
بذلكـ الصورة النمطية لـِ البطل العالقة في الأذهان منذ العصور
الصورة
التي تصنع من المُناضل بطلاًُ حديدياً مجرّداً من العواطف والأحاسيس لا
يلوي عن شيء سوى تحرير الوطن
معتزلاُ
لـِ النساء والحب وكل مُغريات الحياة !
رسائل
غسان جاءت تضرب بـِ عرض الحائط كل ذلكـ
وترسم لـِ
الشهيد المُناضل صورة عاشقٍ شرقي يأخذه عشقه لـِ أقصى الحدود
فـ يُلقيه
على مرافئ الجنون تارة .. ويُلقيه على مرافئ الألم تارةً أُخرى
وفيها
اتضحت معالم شخصية غسان العاشق الإنسان
الذي يُحب
/ يغار / يحلم / يتمنّى قرب إمرأة
وأيٌ منها
لا يُزعزع صورة البطل في أذهاننا كما انتحي بعض النُقاد
بل يزيدها
وضوحاً ورسوخاً
لـِ أن
غسان إنسانُ قبل أن يكون بطلاً
الإنسان
الأسطورة الذي قدّم حياته فِداءاً لـِ قضية الوطن
والذي
قدّم أنفاسه فِداءً لـِ إمرأة أحبّها
على
الهامش
مع رسائل
غسّان وغادة قضيت سهرة قراءة مُمتعة
أي حبٌ
ذاكـ الذي جمع بين الأديبين ؟
فتمازجت
حروفها لـِ تُنجب أروع
قصة حبٍ
..
قرأتها
بـِ كلي ..
وكان
مٌدهشاً حد إفلات كلمة / آهٍ / من صدري
قرأتها
بـِ كلي ..
حباً لا
تمحو بصماته السنون
قرأتها ..
وأكثر ما
أعجبني بها إصرار غسان على التمسُّكـ بـِ الحب
برغم نأي
محبوبته ..
إصراراً
قاطعاً كـ حد السيف لا يقبل مواربة أو مُهادنة
إصراراً
لم يمنعه من الإستمرار حياُ على قيد الحب دون توقف
لم تكن
الـ / لا / لـِ نقف بـِ وجه طوفان حبه الهائج
ولم يكن
الرفض خياراً لديه
أحبّ غادة
.. واستمر في حبها دون قيود
هو هكذا
الح ـب في نظري
الحب الذي
ينبض بـِ رغم أنف المُستحيل !!
سـ أنقلها
هنا رسائل العشق العاصف
لـِ كل من
يُحرِّكه إحساس الحب
كونــوا
هنا
فرسائل
غسان لـ ِغادة جديرةٌ بـِ القراءة !!
منقول