كانت
الجنازه تسير في طريقها الى الكنيسه والوجوه شاحبه والقلوب مجروحه بأمواس
لا تكف لحظه عن تقطيع الشرايين التي تضخ الدم الساخن ، الكلمات الموجعه في
العيون تندب الشابه الصغيره التي لم تفرح بعد .
ف (....؟.....) كانت في الفرقه الثالثه بكلية الاداب صغيره ،
وجميله......الاب يسير امام النعش يقتله الحزن من ناحيه ، والصمت من ناحيه
....والاخوه يحملون اختهم وهم لا يصدقون هذه النهايه المفجعه التي انتهت
اليها اختهم ، لقد راها احدهم بعد الحادث الذي تعرضت له .......... دهستها
سياره طائشه وهي عائده من الجامعه فتمزقت الى اجزاء صغيره ، لدرجة انهم
قاموا بتصنيع الكفن على هيئة كيس لتوضع به بقايا جسدها الرقيق
وفجأة !!!!! ثققل النعش عليهم بشكل لا يطاق لقد صار ثقيل....ثقيل جدا ، وقف
الاخوه يلتقطون انفاسهم ، وفجأة !! خرجت من النعش حمامه بيضاء جميله جدا
وذات أجنحه غارقه في زيت ، راها كل من كان يمشي في الجنازه وازدادت علامات
التعجب بالعيون والافواه عندما انبعثت من النعش رائحة نتنه قذره ... رائحه
(( مقرفه )) فعلا .
لدرجة أن كثيرون أخذوا في سد أنوفهم والابتعاد بقدر الامكان عن الكفن حتى
الاخوه انزلوا الكفن عن أكتافهم ووقفوا في وسط الميدان الكبير ، وعندما
زادت الرائحه على أن تطاق أخذ الاخرون يبتعدون عن مكان النعش بقدر الامكان ،
الجميع يريدون تفسير منطقب لما يحدث ...................
وشق الصفوف شاب وسيم يبدو انه طيب القلب كان زميلا للراحله بالكليه وامين
للاسره الكنسيه بها وصرخ بصوت عظيم والدموع الغزيره لا تنقطع من عينيه ..
أنا عندي تفسير لما يحدث ، أنا اسمي (.....؟.....) وانا زميل لأختكم
الراحله بالكليه ويؤلمني أن احكي لكم ما حدث قبل وفاتها بيوم واحد..حيث
كانت منضمه لشلة زملاء مستهترون وكنا نسمع انها على علاقه بأحدهم كثير ما
كنا نقدم لها النصيحه ولكن بلا فائده وسمعنا أن أحدهم وعدها بأنها سوف تنجح
هذا العام وتعلمون انها كانت كثيرة الرسوب بل وسوف تحصل على تقدير كبير
وكذلك بالزواج ... ولكن في مقابل ان أن تبصق على الصليب الذي تزين به
رقبتها أمام الشله وتنكر المسيح وفعلت هذا بكل استهتار مما الامنا جميعا
وثاني يوم صدمتها السياره وفي رأيي ان النتانه حتى لا تذهبوا بها الى
الكنيسه
انها لم تعد مسيحيه بعد واكيد انها لم تكن قد اخبرتكم بعد ، وتذكر الاخوه
ان اختهم لم تكن تذهب للكنيسه منذ فتره طويله..ومن يهتم؟! كذلك انها كانت
تغيب كثيرا عن البيت .. ومن يسأل؟! وأخذوا يبكــــون يبكون بقسوه يبكون
لأجل هلاكها الابدي الذي عرفوا به الان فقط ثم تركوا الكفن في الشارع
وأعلنوا برأتهم منها فأخخذه الآخرون فرحين بها الى مقابرهم الكثيره .