كتاب مهم يشفي غليل محب الفلك
والمتخصص فيه ألفه عالم أمريكي من كبار علماء الفلك المعاصرين هو الدكتور
باتريك مور"ولا ينبؤك مثل خبير" هو زبدة المعرفة الحديثة والرصينة عرض فيه
المؤلف لاكتشافات الفلك الحديثة وآخر مباحث فيزياء الكم ذات العلاقة
الوطيدة بميلاد الكون منفجرا فمتمددا، موغلا في دراسة الحشود النجمية
والكوازارات والعدسات التثاقلية والنجوم النيوترينية والقيفاويات التي
اكتشفها "غودريك" وكان شابا سجينا ينتظر تنفيذ حكم بالإعدام ومن زنزانته
كان يراقب السماء في الليل فاكتشف النجوم القيفاوية في كوكبة الملتهب ثم
الثقوب السوداء ولغز المادة السوداء التي حير وجودها علماء الفلك وفيزياء
الكم ثم يقتحم بنا المؤلف مجرتنا "درب التبانة "أو" الطريق اللبني "مقدما
الإحصاءات بشأن عدد نجومها وأبعادها مقارنا إياها بغيرها من المجرات ثم
يعرج على مجموعتنا الشمسية بدءا بالشمس - الأم الرؤوم - مقدما آخر الأرقام
التي اعتمدتها الوكالة الأمريكية للفضاء "ناسا" محيرا القارئ مثلما احتار
العلماء في حقيقة ارتفاع درجة حرارة ألسنة اللهب إلى أكثر من مليون درجة في
حين أن درجة حرارة الفوتوسفير لا تتجاوز 6000 درجة مئوية ؟ ويتناول العالم
الكبير الكواكب واحدا واحدا بذكر بعده عن الشمس وقطره ومكوناته وغلافه
الجوي –إن وجد- وحجمه وكثافته وعدد أقماره ويقدم المؤلف تفاصيل رائعة عن
القمر وتضاريسه وفوهاته بل يقدم خريطة لأشهر الفوهات ويندهش القارئ العربي
حين يعلم أن الخنساء وابن سينا والكندي هي أسماء لفوهات قمرية أطلقت عليها
من باب تكريم أولئك الأعلام المسلمين ،ولاينسى المؤلف أن يقدم تاريخ غزو
القمر وأسماء رواد الفضاء الذين وطئت أقدامهم سطحه أو بقوا في المركبة الأم
يدورون حوله في انتظار عودة الرفاق ومن لا يقرأ هذا الكتاب يظل يعتقد أن
الكواكب تدور جميعها بنفس الكيفية غير أن الزهرة تدور من الشرق إلى الغرب
ويدور أورانوس مائلا بزاوية تبلغ 90 درجة وكأنه مضطجع! ويقدم المؤلف آخر
مكتشفات سفن الفضاء حول حزام الكويكبات وحلقات زحل الجميلة وبعضها خفي حتى
على أقوى التليسكوبات ولم تظهر إلا لسفن الفضاء المحلقة قريبا منه خاصة
"فوياجير" ويوغل بنا المؤلف في عالم مجموعتنا الشمسية دارسا المذنبات
ومصدرها ومقدما تفاصيل وافية عن كثير منها خاصة مذنب "هالي "و"هال بوب"
و"ليفي شومخير" الذي اصطدم بكوكب المشتري فهشمته جاذبيته ولا ينتهي المؤلف
من ذالك كله حتى يعقد فصلا لرحلة البحث عن كائنات أخرى في الفضاء والصورة
التي حملتها معها" فوياجير" التي قدر لها أن تغادر مجموعتنا الشمسية إلى
الأبد سابحة في الفضاء لعلها ترصد حياة أخرى وكائنات عاقلة غير البشر ويختم
المؤلف الكتاب بمسرد لمصطلحات الفلك شارحا إياها بإيجاز "زاوية اختلاف
المنظر، السنة الضوئية ، البارسك ، النجوم النباضة، النجوم القيفاوية......
ثم يقدم مسردا لأعلام الفلك منذ بطليموس وأرسطارخوس وهيبارخوس مرورا
بالصوفي والخيام ونيوتن وجاليليو وهالي وغيرهم من رجال الفلك الأعلام
وأجمل ما في الكتاب الصور الرائعة لبعض المجرات أو الكواكب وأقمارها أو
المذنبات وبعضها يندر وجوده في غير هذا الكتاب!
وبعد كل هذا يحق على هذا الكتاب قول المتنبي :
أعز مكان في الدنيا سرج سابح
وخير جليس في الأنام كتـــــاب