موضوع: الكوكب الاحمر(وثائقي) الجمعة ديسمبر 25, 2009 10:35 am
المعلق: "أولمبوس مونس" يعادل ارتفاعه ثلاثة أضعاف ارتفاع "إيفرست"، "أولمبوس مونس" يعادل حجمه خمسين ضعف حجم "مونا لاو" أكبر بركان على الأرض، "أولمبوس مونس" أكبر بركان في النظام الشمسي. هذه الجروف وحدها ترتفع ستة كيلو مترات. وعن
المنطقة المحيطة به يرتفع "أولمبوس مونس" خمس وعشرين كيلو مترًا وقاعدته تعادل ولاية "كلورادو" الأمريكية. هذا هو الكوكب الأحمر، ورغم سلسلة من البراكين الضخمة إلى الشرق، يبقى المعلم الأبرز "أولمبوس مونس"، أهلًا بكم في المريخ. وإليكم حالة الجو من مائة درجة مئوية تحت الصفر قبل الفجر، يتبدد الصقيع والضباب في الصباح، السماء حمراء بغبار المريخ، والرياح خفيفة ومتقلبة، وفي وسط النهار يكون الجو صافيًا،وبعد الظهر يصبح فوق درجة التجمد، وعند اقتراب الغروب تظهر سحب باردة وتهبط الحرارة، بقدرة الله. المريخ يبعد 228 مليون كيلو متر عن الشمس، وهو الرابع في البعد عنها، ومداره حولها 687 يومًا أرضيًّا، والسنة المريخية ضعف سنة الأرض تقريبًا، قطر المريخ أقل من 6800 كيلو متر، وحجمه أكبر قليلًا من نصف حجم الأرض، وهو تسع كتلتها، أما محور الميل وسرعة الدوران لديهما فتماثلان. واليوم المريخي 24 ساعة ونصف الساعة، المريخ هو الكوكب الثالث الذي سنمشي عليه -إن شاء الله- ونحن نستطلع أحواله، الشمال الذي مهدته الحمم سهولًا، له سطح الأحدث عهدًا، أما الجنوب فأكثر وعورة، وهو كثير الحفر بسبب الصدمات. هذا الفاصل يرسم الصدع الكبير لوادي "مارينار"، وهو بعرض أمريكا من الساحل إلى الساحل، وهو الصدع الصخري الأكبر في النظام الشمسي. وباقترابنا من الجنوب نتحول غربًا لمرور سريع على الوادي، الذي عمقه الأقصى سبعة كيلو مترات، وعرضه ستمائة كيلو متر، وهو أوسع وادٍ كبير. غربي "مارينار" نصعد "ثارثرس"، وثلاثة براكين أولها "أرثيا مونس" ثم "بافنس مونس"، وأخيرًا "أسكارياس مونس" وقممها ترتفع أكثر من عشرين كيلو مترًا. هذه المركبة "جلوبل سرفاير" قلبت -بفضل الله- نظرتنا إلى الكوكب الأحمر، وبارتداد نبضات الليزر عن سطحه، رسمت تضاريس المريخ. هنا بالألوان الشكلية يدل الأحمر والأبيض على المرتفعات، أما المنخفضات فهي بالأخضر والأزرق، الأزرق الغامق يمثل أعمق المنخفضات، والأشد زرقة هو أثر صدمة لحفرة ضخمة هي "هيليس" التي عمق حوضها خمسة كيلو مترات. وأشير بالأبيض إلى "أولمبوس مونس" وبراكين "ثارثرس" الثلاثة. البرد الشديد لا يسمح للماء بالجريان على المريخ، ولعله جرى عندما تفجرت هذه القمم، والصهارة المرتفعة من الأعماق ربما أذابت ما تحت السطح من الجليد، وأطلقت كميات هائلة من المياه فغمرت أرض المريخ. تحت الرماد والحمم إلى الشرق من "ثارثرس" صورت "جلوبل سرفاير" قناة فيض قديمة، مبينة هنا بالأزرق. المريخ يزخر بأدلة على الفيضانات، وحفريات تدفق المياه، هذه القناة المحفورة في السهل المحيط بها عرضها ثلاثة كيلو مترات. بمقارنته مع الكوكب القاحل اليوم ربما كان المريخ في البدء أكثر دفئًا ومطرًا، وكان بمقدور بحر كبير يدعى "أوشيانوس بوريالوس" أن يملأ الكثير من نصف الكرة الشمالي. ربما كان السبب ثورانًا في الكوكب، وغازات بركانية كثفت الجو ورفعت حرارته، وربما نزل المطر أيضًا، وعندما أذابت الانفجارات جليد ما تحت السطح، كان يمكن للمريخ أن يفيض بالماء بفضل الله. هل هذه الصخور بقايا قعر بحيرة أو قاع بحر، إذا كان هذا صحيحًا، فلماذا اختفى الماء؟ ربما توقف النشاط البركاني، فلم تعد الانفجارات تملأ الجو، فتسرب إلى فضاء بسبب ضعف الجاذبية، وجفت البحار، وتجمد الماء الباقي تحت السطح والله أعلم. هذه المخاريط البركانية الصغيرة التي يقل قطرها عن كيلو متر واحد ربما تكون أدلة أخرى على ماضٍ مائي. نرى
معالم مماثلة على الأرض، حيث الينابيع الحرارية تنبجث عبر المياه السبخة. ملاحظة::الرابط يعمل على RealPlayer بعد التحميل