جالساً بوحدتي بغربتي غربة الروح عن
الجسد ... اوراقي من هذا الجانب ملقى عليها قلمي يداي لم تعد قادره الامساك
به ... قهوتي المره تنزف قطراتها تزين اوراقي البيضاء السوداء تلعب دور
القلم او ريشة الرسام ... ربما مرارتها الزائدة هذه الليله ما جعلها اكثر
نزفاً ... ماهذا الجنون كيف لفنجان يمتلئ بالماء الملون بالاسود يكون ذلك
القلب ينزف مرارت الايام رباه ماهذا الهذيان هل انا من يكتب الان ؟! من
امسكني القلم ؟! اراى كالقتيل ملقى على تلك الاوراق من قتله ؟! كيف لهذه
القهوة ان تنزف مرارتها هل هي من تشربني في هذه اللحظة وتقيئ جنوني ؟! لا
اشعر بهذياني بنفسي لا القمر هو القمر ولا البحر هو البحر ... غادرتني لهفة
الشوق شوقي لكل شيء ( ما عاد العصفور يغرد في صدري ... ) فاليسامحني من
يقرء هذا الجنون فلم اعد اشعر بنفسي او قولي وفعلي فقدت كل احساسي بكل شيء
... جسدي هنا ربما لكنه جسد لا روح فيه ابتسامته مصتنعه كلامه مصتنع ...
مجرد جسد غادرته الروح لا عنوان لموطنها هجرته من فترة كانت تأتي لزياره
بين الحين والاخر واليوم رحلت ربما لتلك البلاد المفقوده التي تسمى بلاد
الامل ... رحلت من غير عودة متوقعه ... لا لوم عليها لكرهها هذا الجسد هو
نفسه لم يعد قادر على نفسه بعد ان تشابكت غباته بجذور الآهات ، ذهبت قبل ان
تسحبها دوامت الاحزان ... سأمت تلك المقوله ( ليس هنالك شيء مستاهل ) ما
اغباها من كلمات هي مجرد احرف تخرج منا لنواسي انفسنا نضحك على بعضنا بها
... فهنالك الكثير الكثير ويكفيك ان يكون هذا الشيء هو نفسك ... لا اعلم
لماذا الان خطر على بالي هذه الجمله ( كم اعشق المصت ) ... هي لحظات ارى
فيها قلمي الذي لم يعد قلمي ينفض انفاسه الاخيره لاسمع صوت سميح شقير مع
دندنات اوتار عوده يصرخ ( لولا الامل شوبتنكسر الارواح ) عن ماذا تتحدث اي
امل اين تلك البلاد بلاد الامل ؟! ليخيم الصمت علي يسقط القلم من يدي قبل
ان ....... معلناً موته ...