لو عادت الأيام
و رجعت يمنعني الحياء من الكلام
و يثور في الأعماق صوت مشاعري
و أصيح في صمتي..
ماذا يقول الناس لو قبلتها
((هذا حرام))
و أضم في عينيك طيفك كله
كالأم تحتضن الصغير من الزحام
و أعود ألثم شعرك المنساب يسري في الظلام
و أظل أكتب في المساء قصيدة
أو أجمع الأزهار يحملها كتاب
أو أنسج الكلمات في همس العتاب
أو عادت الأيام يا دنياي
أو عاد الشباب
الآن.. قد رحل الشباب
الآن شاخ القلب كالأمل العجوز
النبض فيه يسير في بطء عجيب
كالليل.. كالقضبان كالضيف الغريب
هو ساعة كانت تسير مع السنين.. توقفت
و كأنها منذ البداية أدركت
أن المسيرة سوف يطويها الغروب
أن المدينة
سوف تنتظر المسافر في المساء
هيهات يا دنياي
من قال إن العمر يرجع للوراء؟!
الدهر أعطانا الكثير
المال و الأبناء والبيت.. الكبير
لكنني
ما زلت أشعر بالضياع
ما زلت يجذبني حنين
نحو صدر أو ذراع
فسفينتي الحيرى تسير بلا شراع
أمضي هنا وحدي و لا أدري المصير
أهفو ليوم أدفن الأحزان في صدري
و أمضي كالغدير
لو عادت الأيام
و رجعت يا دنياي كالطفل الصغير
فاروق جويدة