قال بعض السلف:أهون الصيام: ترك الطعام والشراب.
*وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الصيام في قوله <من لم يدع
قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه>
<رواه البخاري>
فالصيام الكامل هو الذي يصل بصاحبه إلى درجة التقوى، ولا يصل الإنسان إلى درجة التقوى إلا بامتثال مكارم الأخلاق والبعد عن مساوئها.
إن الصيام لا بد أن يترجم في دنيا الناس إلى واقع عملي، وإلا فَقَدَ روحه
وأصبح جسداً بلا روح، أو صورة بلا حقيقة، أو مظهراً بلا مخبر.
أين أخلاق الصيام والقيام؟؟
أين الأمانة؟؟
أين الكرم والجود؟؟
أين الورع وترك الشبهات؟؟
أين العطف والرحمة والشفقة؟؟
أين الحياء والمراقبة؟؟
أين الصبر والتوكل؟؟
أين الشفاعة الحسنة والتعاون على البر والتقوى؟؟
ما فائدة الصيام إذا كان لا ينهى عن فحشاء أو منكر؟؟
ما فائدة الصيام إذا كان لا يزجر عن لغو أو باطل؟؟
ما فائدة الصيام إذا كان لا يردع عن غيبة أو نميمة أو حسد أو بغضاء؟؟
وما فائدة الصيام إذا كان لا يزكي الأنفس ويطهرها من الشحّ وسائر الدناءات؟؟
إن نظرة الناس إلى الصيام لا بد أن تتغير في ضوء مفاهيم الإسلام، وما خصّ به في شريعة الله من فضائل وآداب..
لا بد أن يتعامل الناس مع الصيام بصفته عبادة من أعظم العبادات وركناً
عظيماً من أركان الإسلام، لا أنه عادة توارثها الأجيال جيلاً بعد جيل..
فليكن رمضان مدرسة لتربية الأمة بكل فئاتها على مكارم الأخلاق..
والترقي في مقامات العبودية.. وصولاً إلى رضا الله عز وجل وقيادة البشرية والتمكين في الأرض