إن لم يكن فى رمضان فمتى
نعم
شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه مردة
الشياطين
فإن لم نتب فى رمضان فمتى
إن التوبة إلى الله عز وجل هي وظيفة العمر التي لا
يستغني عنها المسلم أبدًا، فهو يحتاج إلى التوبة كل يوم ، كيف لا وقد كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة
مرة؟!
وقد دعا الله عباده إلى التوبة فقال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31]
معنى
التوبة
التوبة في اللغة تدل على
الرجوع
شروط التوبة الصحيحة:
ذكر العلماء للتوبة الصحيحة شروطًا ينبغي أن تتوفر
وهي:
أولاً: الإقلاع عن
الذنب فيترك التائب الذنب الذي أراد التوبة منه باختياره، سواء كان هذا
الذنب من الكبائر أم من الصغائر
ثانيًا: الندم على
الذنب: بمعنى أن يندم التائب على فعلته التي كان وقع فيها ويشعر بالحزن
والأسف كلما ذكرها.
ثالثًا: العزم على
عدم العودة إلى الذنب: وهو شرط مرتبط بنية التائب، وهو بمثابة عهد يقطعه
على نفسه بعدم الرجوع إلى الذنب.
رابعًا: التحلل من
حقوق الناس: وهذا إذا كان الذنب متعلقًا بحقوق الناس، فلابد أن يعيد
الحق لأصحابه، أو يطلب منهم المسامحة.
فأقبل إن
الله يحب التائبين
فقط أقلع واندم واعزم على عدم العودة،
واطرق باب مولاك:قال الله تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) [ البقرة:186]. أذرف دموع الندم، واعترف
بين يدي مولاك، وعاهده على سلوك سبيل الطاعة
وقل كما قال القائل:
أنا العبــد الــذي كسب الذنوبا و
صـدتــه الأمـاني أن يتـوبَ
أنا العبــد الذي أضحى حزينــاً
علـى زلاتــــه قـلـقـاً كـئيبـــا
أنا العـبد الــذي سطــرت عليه
صحـائف لم يخف فيهـا الرقيبا
أنا العبــد المســيء عصيت سراً فمـا
لي الآن لا أبــدي النحيـبا
أنا العبــد المفرط ضــاع عمري
فلـم أرع الشـبيـبة و المشيــبـا
أنا الـعـبد الغـريـق بلــج بحـر
أصيــح لربمــا ألقى مجيـــبــا
أنا العبـد السقيــم من
الخطــايا وقــد أقبلـت ألتــمس الطبيبـــا
أنا العبــد المخـلف عـن
أنــاس حووا من كل معـروف نصيبـا
أنا العبـد الشــريد ظلمت نفسـي وقـــد
وافــيـت بابكــم مـنـيبــا
أنا العبــد الفقــير مـددت كفي
إليكـم فادفعــوا عني الخطــوبـا
أنا الغدار كم عاهــدت عهــداً
وكنت على الوفــاء به كــذوبـا
أنا المقطوع فارحمـني و صلـني و يسـر
منك لي فرجــاً قريبــا
أنا المضطر أرجـو منك عفـواً و من
يرجو رضاك فلن يخيبــا
وتذكر قول الله عز وجل:(وَإِنِّي
لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طـه:82