خاطرة جديدة من خواطر حملة لا تفسد رمضانك...
لا تفسد رمضانك اليوم بذنب هو من أكبر الكبائر... و مشكلة الذنوب أنها بتعم طبقات من التراب علي القلب... لغاية ما تغطي القلب و كأنه مدفون و كأنه في قبر... زي بالضبط لما نرمي الجسد تحت الأرض ونغطيه بالتراب...
ساعات القلب بيكون مدفون تحت تراب المعصية.. مفيش أي نور داخل له وكلما كبُر الذنب كلما التراب ثقُل عشان كده فيه كثير من الناس اتحطوا في مواقف تهد جبال...
فيه كثير من الناس عنده من النعم اللي تخليه من الشاكرين الذاكرين ولكنه لا يتأثر بسبب ان قلبه مدفون...
لو قلبه شم هواء و شاف نور ربنا سبحانه وتعالي مش حيتأثثر بالنعمة و يكون حنين... فلا تفسدر مضانك بذنب يطبع علي القلب ألا وهو عقوق الوالدين...
الكلام عن بر الوالدين كلام معروف عند المسلمين و كلام موجود بالفطرة عند الشباب والبنات و عند الكبار كمان... يقول العلماء كثرة الألفة تزيل الكلفة- و الكلفة هي أن الانسان يتكلف الأدب بمعني انه يحاول أن يصطنعه حتي لو هو مش حاسس به وده شئ مطلوب مع أهلنا احنا نبقي مؤدبين بغض النظر عن الموقف حتي لو حصلت اساءة منهم...
الطبيعي عند كثير من الناس أنه لما تحصل اساءة يبقي فيه نرفزة فيه غضب أو أمشي أو أرد الاساءة بالاساءة وان كان ده غلط... لكن ده الواقع الموجود في دنيا الناس...
الكلام ده مينفعش مع الأهل أقل نظرة وأقل كلمة بل أقل نفس ' فلا تقل لهما أف ' النفس نفسه لو طلع بغل من جوا الصدر فهذا من المعاصي لان ربنا قال' لا' يعني فيها نهي لان الله لا يحب هذا عشان كده يا جماعة لا تفسد رمضانك بعقبة كبيرة بينك وبين الله ألا وهي أن أهلك مش راضيين عنك أو عنكِ...
ربنا سبحانه وتعالي... بيعطي علامات للعبد عشان بقول له أنا راضي عنك و من بين هذه العلامات رضا الوالدين لأن الوالدين هم نموذج مصغر من عبودية ربنا...
قال رب العالمين:
' وقضي ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا'...
فالاحسان للوالدين يشبه جدا نموذج مصغر من الاحسان لله تعالي مع الفارق ما بين الخالق والمخلوق... الله له فضل عليا والوالدين لهم فضل عليا وشكر الله عز وجل هو شكر صاحب الفضل وشكر الوالدين هو شكر صاحب الفضل وليس هناك مقارنة بين الخالق والمخلوق... لكن العلماء أيضا قالوا ان الوالدين نموذج مصغر من بعض الصفات الربانية مش ربنا قال في القران أنه يوجد عباد ربانيين ' و كأي من نبي قاتل مع ربيون كثير' ...
زي ما ربنا صفاته كما ينبغي لله... فربنا بيحب لنا الخير دون انتظار مقابل كذلك الأهل بيحبوا لنا الخير دون انتظار مقابل...
و النبي صلي الله عليه وسلم كثيرا ما يربط بين عبدوية ربنا وبر الوالدين فكثيرا ما سٌئل النبي صلي الله عليه وسلم:' ما أكبر الكبائر قال الشرك بالله وعقوق الوالدين'...
فالانسان الذي ليس له خير في أهله ليس له خير خير في أحد والانسان اللي مش منكسر أمام أهله ' و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة' ...
خليك ذليل بين أيديهم زي ما المفروض تكون ذليل بين يدي الله...
تاني عشان أفرككم ليس هناك مقارنة بين الخالق والمخلوق.. لكن ده نموذج مصغر... عشان كده مش عايزين نغضب ربنا و احنا صائمين بعقوق أهلنا ...
عايزين نبقي عايشين تحت رجلهم زي ما وصونا أن الجنة تحت أقدام الأمهات...
يلا نعيش في الجنة عشان نكمل في الجنة عند ربنا يوم القيامة...
يلا نعيش تحت أقدام أهالينا لانه لا يٌتصور أن هذا الطفل الرضيع الغلبان اللي أمه حضانه وبترضعه هذا الطفل في يوم من الأيام لما يكبر و تبقي عنده القدرةأنه يعرف يأكل نفسه و يشرب نفسه وينيم نفسه ويلبس نفسه ونسي أنه كان عاجز عن ده كله وكان الأهل بيخدموه و نتوقع أنه يرد الجميل ولكنه كان قاسي في الوقت اللي الأهل بيكبروا في السن وبيحتاجوا يسندوا علي أي حد.. و أقرب حد...فأرجوك مش تقول هم بينرفزوني مش بعرف أمسك نفسي...
مديرك في الشغل لما بينرفزك بتمسك نفسك حرصا علي مصلحتك وعلي فلوسك... ؟؟؟
بالعكس ده لو ضابط أوقفك في الشارع... ممكن يكلمك بأسلوب غير لائق لأنك عشان خايف منه عشان عنده سلطة أو أنك عايز تخلص من الموقف اللي أنت فيه أو حاسس انك مش قده أو أيا كان.. خد بالك من المسائل ديه...
أهلك أبوك أو أمك أغلي عندك من عنيك ' فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما'..
والكرم هو كثرة العطاء فالكلمة تبقي حنينة.. والكلمة تبقي جميلة.. والكلمة تبقي رقيقة.. و نظرة عين حلوة ونبرة صوت حلوة عشان ربنا يعاملنا بالخير زي ما احنا بننشر الخير وسط أهالينا...
و لا يبقي لنا الا الصلاة علي النبي الأمين والحمد لله رب العالمين...
* عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟. قال: (نعم، قال: فدين الله أحق أن يقضى).
* عن أنس رضي الله عنه قال:
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور).
* عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه). قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: (يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه).